أوضح مسؤول عسكري في الموصل عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 11 عنصرا من مسلحي العمال الكردستاني، بينهم عنصران بارزان ضمن الحزب المصنف على لائحة الإرهاب لدى السلطات التركية، وذلك خلال غارات جوية نفذتها مقاتلات تركية في مناطق سنجار ومخمور شمالي العراق في ساعة متأخرة من ليلة أمس الخميس هي الثانية من نوعها في أقل من ثلاثة أشهر.
وقال مسؤول عسكري في نينوى في تصريح صحفي ، إن الغارات التركية استهدفت مواقع متقدمة لمسلحي العمال الكردستاني في جبل سنجار ومخمور وجبل قرجوغ، الواقع 90 كم جنوب شرق الموصل، مضيفا أن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن إحدى الضربات استهدفت اجتماعا مصغرا لعناصر الحزب في سنجار، وما زالت الترجيحات بأن عدد القتلى كبير، لكن الحزب يحيط بالمنطقة المستهدفة ولا يسمح لأحد الاقتراب، والجيش العراقي غير موجود في تلك المنطقة.
وكشف المتحدث ذاته عن أن إحدى الغارات طاولت موقعا استخباريا مهما للحزب في جبل سنجار، حيث توجد نقاط مراقبة وإيواء لعناصر الحزب لم تنسحب منها، رغم إعلان بغداد في مارس/ آذار العام الجاري انسحاب مسلحي حزب العمال الكردستاني، واستلام الجيش العراقي مسؤولية الأمن في المدينة وضواحيها، وذلك عقب تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعملية عسكرية تستهدف سنجار في حال لم تقم بغداد بواجباتها حيال تهديد الأراضي التركية من قبل مسلحي الحزب الموجودين في تلك المنطقة.
وتحدثت مصادر كردية من قوات البشمركة في منطقة زمار القريبة عن أن العملية التركية جاءت استباقية لمنع تحرك العشرات من مسلحي الحزب باتجاه الأراضي السورية للمشاركة في أي مواجهات عسكرية تجري بين الجيش التركي والفصائل الكردية بعد تلويح الرئيس التركي بعملية وشيكة هناك.
وقال ضابط في البشمركة، إن مسلحي العمال الكردستاني يتحركون منذ يومين لرفد الفصائل الكردية المسلحة داخل سورية بالأسلحة والمقاتلين، تحسبا للمواجهات مع القوات التركية، و"نعتقد أن القصف جاء رداً على ذلك، إضافة إلى أنه قد يتكرر مرة أخرى في حال لم يتوقف العمال الكردستاني عن استخدام الأراضي العراقي، وخاصة إقليم كردستان، قاعدة تنطلق منها هجماته ضد المصالح التركية"، وفقا لقوله.
في المقابل، قال قائم مقام قضاء سنجار فهد حامد، في تصريح تابعته INP+،
إنّ "الطيران الحربي التركي شن ليلة أمس تسع ضربات استهدفت مواقع حزب العمال الكردستاني في سنجار ومخمور وجبل قرجوغ، وهي مناطق فيها تحصينات تابعة لحزب العمال"، وأن الضربات الجوية أسفرت عنها مقتل خمسة من عناصر الحزب وإصابة ستة آخرين، مؤكدا أن الحصيلة أولية.
وهذه المرة الأولى التي تستهدف فيها أنقرة جبل قرجوغ شمالي العراق، إذ قصفت المرات السابقة جبل سنجار وسلسلة جبال قنديل، ومناطق في مخمور توجد فيها عناصر العمال الكردستاني.
وفي السياق، طالب الاتحاد الوطني الكردستاني أنقرة بوقف القصف التركي على مخمور، واعتبر انها "انتهاك للسيادة العراقية".
وقال بيان للحزب: "نعبر عن إدانتنا ورفضنا الشديد للقصف التركي لأراضي العراق، بحجة مطاردة المعارضة المسلحة، وهذه الأعمال تنافي قيم حسن الجوار والأعراف والمواثيق الدولية في احترام سيادة الدول، وعدم انتهاكها تحت أية ذريعة دون قراٍر أمميّ أو مشترك مع الحكومة العراقية، ويجب وضع حد لهذه الانتهاكات والخروقات للسيادة للعراقية التي أكد عليها الدستور العراقي، واتخاذ خطوات فاعلة لردع الجانب التركي".
وأكد البيان أنّ "من بين هذه الإجراءات استدعاء السفير التركي في بغداد وتسليمه مذكرة احتجاج رسمية، وتقديم شكوى في مجلس الأمن بذلك، والحكومة العراقية يمكنها استخدام ورقة الاقتصاد والتبادل التجاري الكبير مع تركيا وتصدير النفط عبرها، وما يوفره ذلك من عائدات مالية لها كورقة ضغط، وأخذ تعهدات وضمانات رسمية بعدم تكرار هذه الاعتداءات والخروقات والانتهاكات للسيادة العراقية".