احتفل العراق بالذكرى 98 لتأسيس الجيش، وسط استمرار الخلاف وعدم تعيين وزير للدفاع لأول مرة في تاريخ البلد، حيث أبدت الرئاسات الثلاث دعمها لإبرام الاتفاقيات التي تصب بمصلحة تعزيز قدرات الجيش وضمان حقوق الجرحى وعوائل الشهداء وتعزيز قدرات المؤسسة العسكرية، مشيدة بانضباط القوات المسلحة، فيما هنأ نقيب الصحفيين العراقيين رئيس اتحاد الصحفيين العرب مؤيد اللامي الجيش بهذه المناسبة، مؤكدا أن الجيش العراقي سيبقى رمزا لقوة العراقيين وسيادة البلد وسورا حصينا للدفاع عن قضايا الأمة.
وقال رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي في رسالة وجهها إلى أبناء الجيش العراقي بمناسبة الذكرى الـ98 لتأسيسه واطلعت عليها “الزوراء”: نقف اليوم إجلالا وتقديرا ونحن نستحضر المناسبة الغالية على قلوبنا، محتفلين بعيد التأسيس الثامن والتسعين، مفتخرين بمهنيتكم العالية، وتضحياتكم العظيمة، وبسالتكم الفريدة، وسهركم في الدفاع عن الوطن ووحدته.وأضاف الحلبوسي: لقد حققتم نصرا تاريخيا مع إخوانكم في تشكيلات قواتنا البطلة، فقاتلتم بالنيابة عن العالم، ودحرتم داعش، وطهرتم أرضكم منها، وقدمتم نموذجا فريدا في التضحية والشجاعة.وتابع الحلبوسي مخاطباً أبناء الجيش: لقد شكلتم ومنذ بزوغ فجر تأسيس الدولة العراقية الحديثة درعًا واقيًا ضد كل عدوان خارجي، وبرهنتم على قدرة هائلة أدهشت العالم حين قدمتم كلَّ أنواع الإغاثة والدعم للنازحين الفارين من نار المعركة، كذلك لا يمكن إغفال مقدرتكم المحترفة في خوض الصراع مع العدو، لتخليص مئات الآلاف من الرهائن المحاصرين في مناطق احتلال داعش.وزاد الحلبوسي: في الوقت الذي نقدم فيه التهنئة والتبريك لكم قادة وضباطا ومراتب فإننا نؤكد حرصنا على دعم هذه المؤسسة الوطنية واستقلالها وضمان بقائها كصمام أمان بعيدة عن كل أنواع التسييس والميول والاتجاهات، ممثلة كل ألوان الطيف العراقي، معتمدة في تقييم أفرادها على المقاييس المهنية. أما رئيس الجمهورية برهم صالح، قال في بيان نشر على موقعه الرسمي وتابعته “الزوراء”: في ذكرى تأسيس الجيش العراقي نستذكر مآثر الجيش وتشكيلاته في الدفاع عن الوطن، وآخرها دحر إرهاب داعش.واضاف: اننا إذ نبارك لشعبنا هذه الذكرى، نؤكد على ضرورة تعزيز قدرات الجيش وتمكينه كمؤسسة مهنية وطنية لكل العراقيين بمختلف انتماءاتهم وحامية للوطن ونظامه الدستوري الديمقراطي الاتحادي.الى ذلك قال رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي في كلمته بالمناسبة: ايها المقاتلون الغيارى في جيش العراق الباسل وفي جميع صنوفه وتشكيلاته ايها الذائدون عن حياض الوطن والمنتصرون في المنازلات انتم عزّ العراقيين والعراقيات والحافظون للعهد وانتم جيش الانتصار وجيش الإعمار والتقدم يا ابناءَ شعبِنا الكريم يومٌ آخر من ايام العراقيين الخالدة نحتفل به هذا اليوم وهو الذكرى السنوية لتأسيس الجيش العراقي الباسل الذي نقف معا اجلالا لبطولاته ولتضحياته ولشهدائه وجرحاه، واتوجه اليوم لكم جميعا بأجمل التهاني والتبريكات.
واضاف عبد المهدي: أن الجيش العراقي المشهودَ له بالكفاءة والخبرة والمهنية، قد خرّج اجيالا من خيرة الضباط والقادة والمراتب واسس لتقاليد عمل راسخة ومازال يواصل العطاء، وقد واجه الجيشُ العراقي تحدياتٍ خطيرةً في جميع العهود وبقي هذا الجيش العريق يقاوم محاولاتِ اخضاعِه للاجندات السياسية ولسعي النظام الدكتاتوري للتحكم به والتسلط عليه وتحويله لأداة قمع، الجيش في هذا الطريق دفع ثمنا غاليا واختلطت دماؤه مع دماء بقية ابناء الشعب العراقي الذي رفض الظلمَ والاستبداد، وسيبقى هذا الجيشُ العظيم ظهيرا لكل العراقيين، متساميا، ومدركا انه حامي التنوع والتعايش والسلم الاجتماعي والاعتراف بالاخر، تحت سقف بيتنا الكبير، تحت سقف الدستور، تحت سقف العراق العزيز.
وتابع عبد المهدي: لقد نجح الجيش العراقي في مهمة الدفاع والتحرير وابلى بلاءً كبيرا حسنا في الحرب على الارهاب والقمع والابادة الجماعية، وادى الى جانب هذه المهمة الصعبة واجبَ الحفاظ على الامن والاستقرار، ولن يكون الا جيشا للدفاع عن العراق ومصالح شعبه ملتزما بمهمته الوطنية الدستورية بكامل عقيدته وايمانه من موقع القوي المقتدر الأمين.
واوضح عبد المهدي: ايها العراقيون في كل مكان ان اهمَ نجاحٍ حققته قواتُنا المسلحة هو هذا التكاملُ والانسجام بين صنوفها وتشكيلاتها، فحين وقف الحشد الشعبي والعشائري ظهيرا لقوات الجيش والشرطة وحين صمدت قوات البيشمركة جنبا الى جنب مع الجيش ضد عصابة داعش الارهابية وحين تقدمت قوة مكافحة الارهاب بعزم ضارب في جميع المواجهات، برزت هذه الصورةُ المبهرة كاحدى صورِ الوحدةِ الوطنية وكنقطة مضيئة في طريق بناء العراق الجديد.
وقال: إن افرادَ هذا الجيش وجميعَ صنوف قواتنا المسلحة وتشكيلاتها هم ابناؤكم الذين وقفوا ومازالوا يقفون ويتصدون للارهاب ولكل معتدٍ على ارضنا ويكسرون ارادتَه الباغية ويهزمونه شرَ هزيمة .. وهذا الجيش الغيورُ كان معكم وسيبقى معكم ولن يخذلكم في يوم من الايام وسيؤدي واجبَه الوطني والدستوري بكل شرف واخلاص ومهنية، وهو ابنُ الشعب ورافعُ رايةِ الوطن، فشهداؤه وجرحاه ما ضحوا بحياتهم وسلامتهم الا من اجل ان يبقى العراقُ واحدا حرا وسيدا، ويعيشَ هذا الشعبُ بخير وأمن واستقرار ويعودَ كلُ نازحٍ الى مدينته معززا مكرما.
وبين عبد المهدي: ان الجيشَ العراقي الذي صنع الانتصار وهزم داعش سيستمر بملاحقته داخل البلاد وسيمنعه من استغلال الثغرات على الحدود والتداعيات الاقليمية والدولية لإعادة تشكيلاته ونشاطاته الاجرامية، وسيشارك جيشنا العظيم بشكل فعال في اعمار العراق.
كما هنأ نقيب الصحفيين العراقيين رئيس اتحاد الصحفيين العرب مؤيد اللامي، الجيش العراقي في ذكرى تأسيسه الـ98، مؤكدا أنه رمز قوة واقتدار العراقيين وسيادة الوطن، وسيبقى سورا حصينا للدفاع عن البلاد.
وقال اللامي في برقية تهنئة بعثها بهذه المناسبة وتلقت “الزوراء” نسخة منها: لا يسعنا بهذه المناسبة إلا التقدم بإحر التهاني وأعطر التبريكات للجيش العراقي الباسل بمناسبة ذكرى تأسيسه الثامنة والتسعون، مؤكدا أنه أقدم وأعرق الجيوش في المنطقة، وله صولات أمام الأعداء في فلسطين، مبينا أن ذكرى تأسيسه تمر وهو يسطر أروع الملاحم البطولية ضد العصابات الارهابية، وسيبقى سورا حصينا للدفاع عن البلاد وقضايا الأمة.