أوضحت مصادر إعلامية أمريكية زيادة كبيرة في نشاط الكيان الإسرائيلي في الاستيطان بالضفة الغربية بالفترة التي أعقبت تولي الرئيس ترامب رئاسة البيت الأبيض.
وقالت وكالة "أسوشييتد برس"، ، إلى أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أقرت أيضاً مشاريع استيطانية ضخمة للفترة المقبلة، مستغلة العلاقات القوية مع ترامب ودعمه الشديد لإسرائيل.
وأوضح التقرير أن تزايد النشاط الاستيطاني أدى إلى تعميق الهوة بين السلطة الفلسطينية وواشنطن، وأثار مزيداً من الشكوك في أوساط الفلسطينيين بشأن مبادرة ترامب للسلام في الشرق الأوسط.
وقال التقرير: "يرى المراقبون أن كل مستوطنة تبنيها إسرائيل تؤدي إلى تبديد أي فرصة لقيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية".
ونقلت الوكالة عن هجيت أوفران، من دائرة برنامج مراقبة المستوطنات في حركة "السلام الآن" الإسرائيلية قوله: "الشعور في الحكومة الإسرائيلية الحالية الآن هو أن كل شيء مسموح وأن الوقت مناسب لعمل أي شيء؛ لأن الإدارة الأميركية الحالية تعتبر أكبر داعم لإنشاء مستوطنات يهودية في الضفة الغربية".
وبحسب الوكالة، أظهرت بيانات لحركة "السلام الآن" انخفاضاً في حركة البناء الاستيطاني من حوالي 3066 وحدة سكنية العام 2016 إلى 1643 وحدة العام 2017 نتيجة تراجع مشاريع الاستيطان في العامين الأخيرين من فترة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، في حين قفز هذا العدد بنحو 2.5 ضعف إلى 6712 وحدة في الأشهر التسعة الأولى من العام 2018 مقارنة مع العام 2016.
وأشار التقرير إلى أن "إسرائيل أصدرت 3154 مناقصة العام 2017 مقابل 42 مناقصة فقط في العام الأخير من فترة أوباما في حين زاد عدد المناقصات إلى 3800 العام 2018، وهو أعلى مستوى له منذ أن بدأت حركة السلام الآن بجمع بيانات عن النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية العام 2002".
وقال أوديد رفيفي عمدة مستوطنة إيفرات قرب القدس المحتلة: "هناك بالطبع تغيير كبير في الأجواء السياسية، وهناك تغيير في اتجاه الريح أيضاً. الحقيقة أن أوباما أجبر إسرائيل على تقليص النشاط الاستيطاني بشكل كبير، ونحن نحاول التعويض الآن".
وأدانت سلسلة من رؤساء الولايات المتحدة من الجمهوريين والديموقراطيين على مدى عقود بناء المستوطنات. ولكن تغيرت الأمور بسرعة عندما وصل ترامب للبيت الأبيض.
ورفض ترامب إدانة بناء المستوطنات وأحاط نفسه بمستشارين - مثل صهره جاريد كوشنر وسفير واشنطن لدى إسرائيل ديفيد فريدمان - من اليهود الأرثوذكس الذين يؤيدون المستوطنات بقوة.
وطلب ترامب من إسرائيل ضبط النفس في بعض الأحيان، لكن إدارته ظلت صامتة إلى حد كبير مع استمرار إسرائيل في تشييد المستوطنات بشكل محموم خلال العامين المنصرمين.
وكانت هذه أنباء جيدة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي هيمن متشددون وقوميون ومؤيدون للمستوطنات على ائتلافه الحاكم السابق.