أعادت الحكومة العراقية إنتشار قواتها في الجانب الغربي بمحاذات الحدود العراقية – السورية، ووفقاً للإتفاق مع الجانب السوري فالعراق يسعى لإقامة خط صد داخل الحدود االسورية لمنع تنظيم "داعش" من التسلل الى الأراضي العراقية.
وشهد العراق في الآونة الأخيرة تغييرات عديدة في الخطط الأمنية خصوصاً فيما يتعلق بسلامة حدوده مع سوريا، لمنع عودة تنظيم "داعش" اليه.
وقال مسؤول أمني رفيع، إنّ "رئيس هيأة الحشد فالح الفيّاض، وخلال زيارته الأخيرة الى سورية، توصل لتفاهمات أمنية مشتركة لضبط ملف الحدود"، مبينا أنّ "من بين تلك الاتفاقيات إقامة خطوط صدّ عراقية داخل الأراضي السورية حسب الحاجة".
وأكد المسؤول أنّ "تلك الخطوط ستتولى مهام منع تسلل عناصر داعش إلى داخل الأراضي العراقية، بالتنسيق مع الجانب السوري، والتنسيق مع القوات العراقية داخل الأراضي العراقية"، مبينا أنّ "تلك الخطوط ستشكّل من القوات الأمنية العراقية والحشد الشعبي".
وأشار إلى أنّ "خطة انتشار تلك الخطوط وتوزيعها لم توضع بعد، وستقوم قيادات عسكرية عراقية باستطلاعات ميدانية للمنطقة، لتكون الخطة وفقا لرؤية عسكرية واضحة، تركز على المناطق الرخوة، والتي يستطيع داعش استغلالها بعمليات التسلل".
يأتي ذلك بعد تحرك عراقي للتنسيق مع الجانب السوري بالجانب الأمني، وقد أرسل، الأسبوع الفائت، رئيس الحكومة عادل عبد المهدي رسالة نقلها مستشار الأمن الوطني، رئيس هيئة "الحشد الشعبي" فالح الفياض إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد، حيث عقدا اجتماعا بحثا خلاله الملف الأمني.
وكثّف العراق إجراءاته الأمنية على الحدود مع سورية، ساعيا لسد الفراغ الأمني في حال انسحاب القوات الأميركية من سورية، وقال النقيب في قيادة عمليات الأنبار، باسم الدليمي، إنّ "الحدود العراقية مع سورية تحت السيطرة الأمنية، وقد تم اتخاذ إجراءات مشدّدة وفقا لخطط جديدة لضبط الحدود".
وأوضح الدليمي أنّه "مع إعادة نشر القطعات العسكرية على الحدود، يقوم طيران الجيش العراقي والطائرات المسيّرة، بعمليات مراقبة مستمرة للشريط الحدودي المشترك بين البلدين"، مبينا أنّ "التنسيق متواصل بين قطعات الجيش والطيران، وهناك دوريات متناوبة تتحرّك على طول الشريط الحدودي، تقوم بعمليات رصد ميداني ومتابعة".
وأشار إلى أنّ "استمرار العمل الأمني المنسّق وفقا للخطة الحالية سيمنع أي محاولة تسلل يحاول عناصر داعش تنفيذها، كما سيسهم بالقضاء على خلايا داعش في الصحراء الغربية للبلاد، بعد أن تسبب الانتشار العسكري بتطويقها".
وتخوض القوات الأمنية العراقية حراكا واسعا على مستوى الداخل والجبهات، لقطع الطريق أمام محاولات تنظيم "داعش" الإرهابي، تنفيذ أعمال عنف جديدة، بينما ركزت خطتها العسكرية الأخيرة على ضبط الحدود مع سورية ومنع تسلل عناصر "داعش".