أنقضت مهلة القوات الأمنية العراقية التي أمهلت خلالها حزب العمال الكوردستاني مغادرة بلدة سنجار في محافظة نينوى.
اسبوعين مرت وما تزال مليشيات الحزب تتحصن داخل البلدة، وفي جبل سنجار وقرى أخرى تابعة لها دون أن تبين بغداد موقفها النهائي من الأزمة التي نشبت في سنجار، وكادت تؤدي إلى مواجهة بين الجيش العراقي، و"العمال الكردستاني".
وأكد مصدر محلي مطّلع في سنجار، أن مقاتلي الحزب ما زالوا يمارسون أعمالهم بشكل طبيعي داخل البلدة، وضواحيها وثكنات ومقارّ تابعة لهم ما زالت موجودة في قرى لا توجد بها قوات عراقية على الحدود مع سورية، مضيفاً: "لا توجد أي بوادر لخروج حزب العمال الكردستاني من سنجار، ولا سيما أنه بدأ بتعزيز التحصينات الأمنية قرب عدد من مقارّه".
وأوضح أن أكثر من صيغة تفاهم تم بحثها خلال الفترة الماضية بين قادة عراقيين وعناصر الحزب للانسحاب، إلا أنها لم تنتج عن أي نتائج ملموسة على الأرض حتى الآن، مبيناً أن بعض الأشخاص المناوئين لوجود "العمال الكردستاني" في سنجار غادروا البلدة إلى إقليم كردستان العراق، خشية تعرضهم لمضايقات في ظل عدم وجود أيّ مؤشرات على إخراج الحزب من سنجار في الوقت الحاضر.
وقال مسؤول "الحزب الديمقراطي الكردستاني" في سنجار، قادر قاجاغ، إن عدم قبول حزب "العمال الكردستاني" بإخلاء سنجار سيتسبب بمزيد من التصعيد في المرحلة المقبلة، مبيناً خلال تصريح صحافي، أن بغداد سبق أن حمّلت "العمال الكردستاني" مسؤولية ما ستؤول إليه الأمور في حال بقي في سنجار.
ولفت إلى أن استمرار الأوضاع على ما هي عليه لن يؤدي إلى تحسن الأمور في سنجار، مؤكداً أن البلدة تحتاج إلى الاستقرار الآن أكثر من أي وقت مضى.
وكانت القوات العراقية قد منحت في الثامن عشر من الشهر الماضي حزب "العمال الكردستاني" 72 ساعة لمغادرة سنجار، على خلفية رفضه تسليم عناصره الذين تورطوا بحادثة قتل جنود عراقيين.
في هذه الأثناء، واصل الطيران التركي قصفه مواقع حزب "العمال الكردستاني" في إقليم كردستان العراق. ووفقاً لوسائل إعلام كردية، فإن طائرات تركية مقاتلة شنّت الخميس غارات جوية على موقع لحزب "العمال" داخل حدود إقليم كردستان العراق، مبينة أن الغارات استهدفت مواقع في جبل متين الواقع قرب الحدود مع تركيا، دون أن تشير إلى سقوط قتلى أو مصابين.