تحقيق / سيف عمر
الكثير منا يعلم أن المخدرات إحدى أهم المشاكل الإجتماعية التي تعاني منها الكثير من المجتمعات في الوقت الحاضر والتي تتسبب بالتفكك الإجتماعي والاسري وانهيار البنية الإجتماعي وتماسكها وارتفاع معدلات الجريمة
فالمخدرات أينما وُجدت وانتشرت تتسب بايذاء الأفراد والمجتمعات ثمَّة كارثة جديدة وغريبه قد حلَّت على بلدنا العراق حسننا بالطبع أنها ظاهرة إنتشار وتفشي وتجارة المخدرات والجميع يعلم أن كثير من البلدان والشعوب تعاني
من ظاهرة إنتشار وتفشي وادمان المخدرات فيها بأنواع وأشكال مختلفة و متعددة إلادمان وأرتفاع نسبة الجريمة والتفكك الإجتماعي والاسري
ماهو سبب تنامي إنتشار المخدرات في العراق؟؟ إن تنامي إنتشار المخدرات يعزو سببها بحكم الانفتاح وتطور وسائل الحياه إضافة إلى تطور وسائل النقل والمواصلات والتواصل والإتصالات التي ساهمت بسرعة انتشارها وتداولها حتى في شبكات الإنترنت عبر مافيات ووسطاء يتواجدون في شبكات الإنترنت العالمية لغرض الترويج لها وبيعها والمتاجرة بها
أما السبب الآخر او الرأي الآخر
وحسب عدة تقارير ودراسات إجتماعية صدرت حول ظواهر المخدرات بينت إن انتشار هذه الظاهرة هو بسبب قلة المتابعة والتوعية ومراكز العلاج في العراق فضلاً عن انخفاض نسبة العقوبة
كيف كان وضع العراق قبل 2003؟؟
ظل العراق حتى عام 2003 منغلقاً على محيطة عالمياً واقليمياً بعيداً كل البعد عن المخدرات وأنواعها وطرق تهريبها وتجارتها وتداولها
ماذا حدث بعد 2003؟؟
بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 وظروف الحرب التي مر بها البلد لاحقاً أدت إلى تغير جميع الأحوال السياسية والإجتماعية والثقافية والإقتصادية وأدى الانفتاح إلى تنامي إنتشار تجارة المخدرات في العراق حيث كان العراق البلد الوحيد في الشرق الأوسط الذي يعد خاليًا تمامًا من المخدرات، بات اليوم ساحة حيوية لتجارة المخدرات ونقلها وبيعها وتهريبها وإدمانها فالعراق قد أصبح ممر حيوي وطريق دولي واقليمي لعبور المخدرات وتجارتها وادمانها وانتشارها في المجتمعات العراقية بعد عبورها من دول مجاورة مثل إيران والكويت والسعودية إضافة لدول غير مجاورة للعراق
من أين تدخل المخدرات إلى العراق وأين تتركز ؟؟ رصدت تقارير حديثة لمكتب مكافحة المخدرات التابع للأمم المتحدة عن معبرين أو ممرين رئيسيين لنفاذ المخدرات إلى العراق :فالتجار الإيرانيون والأفغان يستخدمون الحدود الشرقية التي تربط العراق بإيران فيستخدمها هؤولاء التجار لعبور تجارة المخدرات وتأمين انتشارها في أغلب محافظات العراق منها ميسان وديالى التي تعد من المحافظات التي تجاور الحدود الإيرانية وتعد من محافظات العراق
التي تشكل الحدود الشرقية مع إيران إضافة إلى مدينة السليمانية في إقليم كردستان العراق والعاصمة بغداد
في السليمانية!!
أعلنت مديرية مكافحة المخدرات في محافظة السليمانية، عن إحباط محاولة تهريب كمية من المواد المخدرة في المحافظة.
وقال مدير قسم المكافحة جلال أمین في بيان وتقرير نشر على موقع وكاله يقين للأنباء "أن قوات الأمن الكردية (الأسايش) تمكنت من إحباط عملية تهريب أكثر من 1كغم من المواد المخدرة إلى الخارج عبر أراضي إقليم كردستان
وأضاف، أنه “تم إعتقال أحد المتهمين وهو يحمل جنسية أجنبية وبحوزته المواد المخدرة التي جلبها من أحدى دول الجوار في محاولته تهريبها إلى الخارج
في البصرة!!
أما البصرة التي تعد أحد اهم معبر يستخدمة تجار المخدرات والمهربين بسبب موقعها الإستراتيجي على طرق وحدود بحرية مع الخليج العربي إضافة لقربها من الكويت ودول الخليج التي تنتشر وتنشط فيها تجارة المخدرات بكافة أنواعها وأشكالها وأغلب طرق تهريب المخدرات إلى العراق ياتي عبر محافظة البصرة عن طريق الموانئ العراقية المطلة على الخليج العربي، والتي تربط العراق بالكويت والخليج العربي ولاننسى أن البصرة تمتلك حدود وطرق ومعابر مع إيران أيضاً وهذه المعابر والحدود شهدت تهريب مخدرات للعراق
حيث أفاد قائد شرطة البصرة رشيد فليح خلال مؤتمر صحفي عقد في المحافظة ونشر على موقع ( RT Arabic ) بأن 80% من المخدرات التي تدخل إلى المحافظة مصدرها إيران وأن الـ20% المتبقية تأتي من بقية المنافذ بما فيها المنافذ الحدودية والبحرية مع دولة الكويت تمكنت القوات الأمنية في مدينة البصرة من إحباط أكبر عملية لتمرير شحنة من المخدرات عبر ميناء أم قصر في محافظة البصرة جنوبي العراق وقد احتوت هذه الشحنة على 16 مليون حبة مخدّرة، وهو الرقم الذي يكفي لتخدير الشباب العراقي بأكمله.
و يجدر بالذكر أن هذه الشحنة ليست الأولى التي تدخل إلى العراق، فقد انتشرت في العراق منذ العام 2010 ظاهرة تمرير كميات كبيرة من المخدرات
في بغداد!!
أعلن قضاة متخصصون بمكافحة المخدرات القبض على أكثر من 525 متهماً بتجارة وترويج المخدرات في العاصمة بغداد فضلاً عن صدور 100 أمر بالقبض بحق آخرين مابين متعاطٍ ومروج وتاجر خلال 2018 فقط .
وحذر القضاة في تقرير نشره الموقع الرسمي لمجلس القضاء الأعلى من تزايد هذه الظاهرة، مشيرين إلى أن اغلب المتعاطين يتحولون خلال فترة قصيرة الى مروجين، لما لهذه التجارة من رواج يحقق أرباحا لاسيما للعاطلين عن العمل. وأكد القضاة تسجيل حالات للتعاطي والترويج للمخدرات في إحدى مدارس بغداد وجامعات اهلية فضلاً عن ترويجها في بعض المقاهي، مرجحين الاستعانة بقوات مكافحة الإرهاب لمواجهة هذا الخطر وضرب تجار المخدرات.
إضافة إلى ذلك، قال القاضي عقيل ناظم وهو قاضي تحقيق مختص بقضايا المخدرات في الرصافة إنه تم القبض على 306 متهمين مابين تاجر مروج ومتعاطي خلال العام 2018 فقط مقسمين بين 216 تاجرا ومروجا و90 متعاطيا وتمت احالة اغلبهم الى المحاكم المختصة وقد صدرت بحقهم احكام وصلت الى السجن المؤبد ويكشف القاضي عقيل عن "شبكات تدير تجارة المخدرات في بغداد وهي تنظيمات خيطية يصعب الوصول إليها"، مؤكداً "تفكيك العديد منها والقبض على أفرادها وغالباً ما يكون تجار المخدرات حذرين في تعاملهم ولا يتم البيع الى للشخص الموثوق فيه وأن يكون مزكى من شخص آخر"، مشيراً الى أن "هناك ارتباطا بين الشبكات في بغداد والمحافظات الجنوبية
ماهي أنواع المخدرات الأكثر انتشاراً؟؟
وعن أنواع المخدرات التي المنتشرة يوضح قاضي التحقيق المختص في جرائم المخدرات السيد عقيل ناظم أنهم سجلوا تعاطي وتداول انواع كثيرة من المخدرات، لكن يحتل الكرستال المرتبة الأولى لهذه التجارة، وتليه الحبوب والتي تعرف بـ( الصفر ـ 1) تأتي بعدها مادة الحشيشة فضلاً عن أنواع أخرى من تستهدف المخدرات في العراق؟؟!
أكدت مفوضية حقوق الانسان، في نهاية عام 2018 أن المخدرات في العراق « أصبحت ظاهرة تهدد الاسرة والمجتمع، مبينة انها بدأت تستهدف فئة الشباب، فيما طالبت وزارة الصحة العراقية بإنشاء "مصحات" لمعالجة مدمني المخدرات.
وقال عضو مفوضية حقوق الإنسان في العراق فاضل الغراوي في بيان وتقرير نشر على موقع قناه السومرية إن « المخدرات في العراق أصبحت ظاهرة تهدد الاسرة والمجتمع وذلك لآثارها الخطيرة التي بدأت تستهدف فئة الشباب» حيث قامت "مفوضية حقوق الإنسان في نهاية عام 2018 بتوثيق افادات اكثر من (100) متعاطي وتاجر للمخدرات وأشرت ان الذكور أكثر تعاطياً للمخدرات بنسبة (89.79%) بواقع (6672) موقوف في مراكز الاحتجاز أما الأناث فتبلغ نسبتهم (10.2%) بواقع (134) موقوفة، كما اشرت ان الفئات العمرية الاكثر تعاطياً للمخدرات هي فئة الشباب وتحديدا الفئة العمرية من (29-39 سنة) بنسبة (40.95%)، تليها الفئة العمرية من (18-29 سنة) بنسبة (35.23%)"
أساليب ترويجها ؟؟
قال القاضي عقيل ناظم وهو قاضي تحقيق مختص في جرائم المخدرات عبر تقرير نشر على الموقع الرسمي لمجلس القضاء الأعلى عن أساليب ترويج المخدرات فيوضح القاضي المختص ويقول ان "اغلب المتعاطين يتحول إلى مروج بعد فترة قصيرة ليقوم بترويج المخدرات إلى أصدقائه فضلاً عن قيام بعض المقاهي بترويج المخدرات عبر الاركيلة او مايعرف بالشيشة وذلك بخلط مادة الحشيشة مع التبغ او تدخينها بشكل مباشر في أماكن خاصة وعادة لا يتم تقديم هذه العروض لأي شخص إلا من كان مصدر ثقة واستطرد أن "هناك طرقا اخرى للترويج عن طريق النوادي الليلية وفتيات الهوى بحجة ان مادة الكرستال مقوٍ جنسي وزاد أن بعض تجار المخدرات يعتمدون في نقل بضاعتهم وترويجها على العنصر النسوي (الفتيات) خصوصاً من محافظة إلى اخرى أو من منطقة إلى أخرى لعدم خضوعهن للتفتيش في السيطرات والمفارز الامنية بالإضافة الى اعتمادهم على بعض العناصر الأمنية لكونهم يحملون باجات مما يسمح لهم المرور في السيطرات دون تفتيش
ويكشف القاضي المختص عن القبض على مجموعة من المروجين يقومون بالترويج للمخدرات أمام إحدى المدارس المتوسطة في بغداد ليقوم البعض من الطلاب بالخروج من المدرسة واخذ منهم المواد لتعاطيها فضلاً عن وجود معلومات تشير إلى وجود حالات للتعاطي والترويج داخل جامعتين أهليتين في العاصمة بغداد بحسب كلام القاضي عقيل ناظم
وعن مناطق العاصمة بغداد التي سجلت انتشاراً اكثر للمخدرات يذكر القاضي ان "مناطق الرصافة وتحديداً مدينة الصدر والمناطق المحيطة بها حيث احتلت المرتبة الأولى تليها مناطق الشعب وحي أور والزعفرانية وشارع فلسطين والجادرية والكرادة حيث سجلت هذه المناطق أعلى نسبة لترويج وتعاطي المخدرات وتجارتها وادمانها .