JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

الصفحة الرئيسية

الوطن

بقلم: مينا راضي
الوطن... كلمةٌ مُرادفةٌ لسعادتي المسلوبة، شَمّاعةٌ علَّقْتُ عليها خِرَقَ آمالي البالية. الوطن... كلمةٌ مكوَّنةٌ من ثلاثةِ أحرف لطالما شَغَلَت حنايا ذِهني و استوطَنَت قلبي. أدركتْتُ بعدَ أن تعَلَّقَت روحي بهذهِ الكلمة، بعدَ أن كتبْتُها مراراً على أوراقي و بعدَ أن رَدَّدتها في أناشيدي أنني اجهلُ معناها. استوقَفَني سؤالٌ لمْ يسبق لهُ أن طرقَ رأسي: " ما هوَ الوطن؟" سؤالٌ لطالما ظننتُ أنني أعرفُ جوابه. كم جابَت عينايَ صفحاتِ القواميسِ و المعاجِمِ باحثةً عن معنى "وطن" بينَ الكلماتِ المُتَراصّة. كم بحَثْتُ في عقلي عن تعريفٍ لهذهِ الكلمةِ و لكن دونَ جدوى. تُرى هلِ الوطنُ مجَرَّدُ بُقعةِ أرضٍ بينَ الحُدود؟ هل هوَ شيءٌ يُختَصَرُ في اسمِ دولة؟ لا، بل إنهُ أشياءٌ شتّى يضُمُّها هذا العلمُ المُلَوَّنُ بينَ طيّاته. إنَّ الوطنَ هوَ الأمان الذي يعتريني رغمَ صَخَبِ الرَّصاصِ المُدَوّي مِن حولي. الوطن هيَ تلكَ الضِحكةُ المنبعِثةُ مِنَ القلب، المتعاليةُ الصادِحةُ وسطَ أمواجِ الأنين. الوطن هيَ تلكَ الشوارعُ التي تضُجُّ يَومياً بنداءِ الباعةِ الذين يقتاتونَ تحتَ الشمسِ الدافئة، يصرُخونَ بكلِماتٍ جميلةٍ تُداعِبُ مَسمَعي: " يلا يا وَلَد، تعال يا وَلَد". الوطنُ هي اللُقمةُ الهنيئةُ التي ألتَهِمُها بِشَهيةٍ وَسطَ أهلي. إنَّهُ يتَجَسَّدُ في جلسةٍ على الحصيرِ بينَ الأشجارِ المُعَرِّشةِ في حديقةِ بيتِنا. الوطنُ هوَ قلوبٌ طيِّبةٌ تَهُبُّ لإسعافِ فؤاديَ المكسور. هوَ يدٌ حانيةٌ تُرَبِّتُ على كَتِفٍ أنهَكَتهُ الحُمول. الوطنُ حضنٌ دافئٌ يَتَشَرَّبُ كُلَّ دموعي عندَما تَسيل. نَعَم، هذا هوَ وطني... أشياءُ كثيرةٌ لا أجِدُها إلا في تلكَ القُصاصةِ الصغيرةِ التي قَصَصتُها مِن خريطةِ العالَم، قُصاصَةٌ يَتَوَسَّطُها اسمُ العراق.
reaction:
author-img

الخطى

صاحب الامتيازمتخصص في قسم: كل الاقسام مؤسسة الخطى للثقافة والإعلام | مؤسسة اعلامية ثقافية تقدم خدماتها من اجل تطوير المجتمع العراقي في مجال الثقافة والاعلام تأسست على يد عدد من الشباب الاكاديمي العامل في الوسط الثقافي والاعلامي.
تعليقات
    الاسمبريد إلكترونيرسالة