بقلم:نور الدين المسكي
بِينما كنتُ جالساً على الأرض متكأ بظهري على الجدار في المطبخ، انتظر الشاي، الشراب الذي لطالما أعشقه على مدار ٢٤ ساعة، أمي كانت مشغوله في ترتيب الصحون، هي تعلم أنني هذه الفتره أعاني من الحالة النفسية المتعبه ، ف فقلتُ لها في هذه الايام التي مضت قد حلمت ب فلانه اكثر من مرة.
فقالت كعادتها "ان شاء الله خير يا ابني"
ثم تلت ، هل لازلت تحبُها وتُفكر فيها ام تكرّهها إلى الحد الذي كنت تحبها فيه أم تجاوزت ذلك!
أخبرتها ماذا يَخطرُ في بالكِ الآن يا امي ؟
قالت أن ما وصل اليه حالك الآن بسببها لو كانت تحبكَ فعلا لشعرت بك ولعلمت ما يحدث معك ، ف كيف أنساها!
سأخبركِ بكل شيء، سأخبركِ .. عليكِ الأصغاء إلي
أشعلت سيجارة، أستنشقت دخانها، رئتاي تشعر بالراحة الآن
الأمور ليست كما تتصورين يا أماه، أنا أعترف أن خسارتها كان امراً مُرهقاً إلي لكن لم يستمر طويلاً بعدما أدركت أن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن وكل فرد عليه أن يشق طريقه بعدما وصل مع الآخر إلى مفترق طرق، وأن ما أعانيه الآن ما هو الا مشقة من امور الدراسه والملل لا أكثر ..
فقالت لم تجبني ع سؤالي ، فقلتُ لها :
ليس بالضرورة أن نكره من أحببناهم ، ذلك مبدأ الأغبياء ، فالحب أذا تحول الى حقد لم يكن حُباً ، وأن أفترقنا مع مَن نُحب مالذي يضر لو أننا بقينا على العهد داعون، متمنون لهم الخير وكل ما جميل من نصيبهم ..
أقول لكِ يا أمي شيء !
" المُحب الحق كالأبن البار لوالديه فأن توفوا يبقى باراً لهم ، كذلك المُحب عليه أن يبقى باراً لمن أحب حتى وأن رحلوا ".
عندها قالت امي نار الفراق أدت بالشاي إلىٰ إلاحتراق.