JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

الصفحة الرئيسية

كلنا راحلون

بقلم: آيات رحمن
صدمةٌ تلقيتُها طَفّقتني، جسدٌ يقفُ على الأرض خالٍ من الروح، مشيتُ ولا أدري كم المسافة التي مشيّتُها، أتمايلُ كإرجوحةٍ يؤرجحُها الهواء، وعتمةُ داخلي لا تضيء طريقي،. بلغتُ البحر وأنا لا أراها، أسمع فقط هدير الأمواج، وأصوات النوارس والسفن، أشعر بأنظارِ الناس متمحورةً حولي، لكني لا أُبالي، فأنا في عالم آخر. جلست على أحد المقاعد وأنا أُفكر في صدمتي، وأستَغيثُ الله أن ينقذني كالغريقِ الذي يستغيث خشية الغرق. فجأة سمعتُ صوت يقول لي، أَأَجلسُ بجانبك؟ نظرتُ له، كان رجل عجوز شكلهُ يوحي وكأنه عانى تجارب الحياة كلها. 
‌-ما بك يا إبنتي؟ أراكِ لستِ بخير.
=شخص أصابته صدمة، كالسقفِ الذي يقع على راسه، ماذا يكون به في رأيك ياعم؟
- يا إبنتي، الحياة لا تسمى حياة إذا لم نصاب بالصدماتِ والآلام والجروح والطعن من الخلف، لكن الشيء الوحيد الذي يُعِينَنَا على ذلك هو عبارة "كلنا راحلون" نحن كالطيورِِ المهاجرة، تأتي موسم وترحل بعدها إلى غير مكان. 
كلماتهُ أشعرتني براحةٍ كبيرة، كنسمةٍ باردة تهبُ لتبعثُ السكينةَ فينا. وفيما مضى أصبحتُ كلما أواجه مشكلةً، أتذكرُ عبارة "كلنا راحلون"فتَهونُ عليَّ، ولا أعيرُ لها أي أهتمام. 
الله سبحانه وتعالى أحياناً يرسلُ رسائلهِ التي تجبرُ خواطرنا على هيئة أشخاص يُبلغونها لنا.
reaction:
author-img

Alkhutaa

تعليقات
    الاسمبريد إلكترونيرسالة