بقلم : رؤى اياد
ربما يكون العنوان غريب نوعا ما حسبما يتراءى في ذهن القارئ، فكلما بطبيعة الحال نعرف بأن لعبة البازل تعد من اشهر ألعاب الذكاء والتي تعتمد على جمع اجزاء معينة وتكون مرتبة بشكل عشوائي ليتم ترتيبها بشكل صحيح ليكتمل شكل الصورة النهائي ،و هذا الأمر بحد ذاته والذي يجب ان نتصرف وفقا له في حياتنا اليومية وتقديرنا لمجريات الأمور الا وهو عدم اطلاق الحكم بشكل متسرع وان نكون ولو بمستوى قريب من الشخص متقن لعبة البازل وعدم الحكم بسرعة على امر معين الا بعد ان يتم تجميع الأدلة ودراستها وتكييفها لتتضح بشكل كامل وليتم إصدار الحكم النهائي اخيرا .
لكن مهلا كيف لنا ان نصل لذكاء البازل ونحن بذات أنفسنا من يسهب بأطلاق الأحكام المتسرعة على حدث بل ومحاولة تكذيبه وتأكيدا بانه ملفق ويصل الحال احيانا إلى رفض الاصغاء لما سيؤول اليه الأمر ونبقى محبوسين رهينة الأفكار التي نحن مقتنعون بها ، فلنضرب مثالا على ذلك فعندما نذهب للسوق ونجد أمامنا الكثير من المحلات التي تعرض مختلف الأنواع من البضائع ونكون راغبين بشراء شيء معين فندخل المحل الأول ونجد تلك البضاعة المقصودة ولكن ثمنها باهضا ونسمع تبريرات من التاجر بانها نادرة وربما من براند معين فنخرج ونحن غير مقتنعين ونصف ذلك التاجر بانه جشع وندخل في المحل الثاني ونجد نفس البضاعة بثمن مغاير ليطلق العنان التاجر الثاني ويمتدح بأمانته في البيع وهنا نبدأ بإطلاق الأحكام من وحي الخيال وبدون مبرر معقول حتى ونتهم التاجر الأول بان جشع والثاني بأنه كريم ، وبهذا الحال نبتعد كل البعد عن ذكاء البازل الذي نطمح به ولاننا لم ندرس الحالة بشكل جدي وعقلاني لنعطيها الصورة النهائية المراد التوصل لها فعليا وتتضح بشكل أفضل .
فكل مافي الموضوع هو توارد الخواطر على كوننا نقترب من ذكاء البازل لا يكون مجديا نوعا ما دائما لانه من الصعوبة بمكان ان نصل لتلك المرحلة حتى لو قمنا بدراسة الحال موضوع البحث بصورة جدية مع مراعاة كافة الاحتمالات متخذين ابسط السبل الممكنة لذلك .