بقلم : رؤى إياد
لا يخفى على احد في هذا العالم من شرقه لغربه ومن شماله لجنوبه تداعيات أزمة جائحة كورونا التي شلت الحركة العالمية في بادرة هي الأولى من نوعها في القرن الواحد والعشرين ، لكن ما يهمنا الحديث عنه ودراسته بشكل جدي هو أزمة الاقتصاد العالمي الذي تأثر كثيرا بسبب هذه الجائحة والتي نتج عنها (إغلاق المطارات ،توقف أعمال السوق، شلل حركة القطاعات السياحية والرياضية ، اخيرا والأهم هو هبوط أسعار النفط عالميا وانعكاسه بشكل أكيد على عملة الدولار والتداول بها ) كل هذه الظروف تكالبت وتجمعت بسرعة في ظل الجائحة كأننا مقبلين على انهيار للاقتصاد العالمي الذي بطبيعة الحال لن يشمل اقتصاديات الدول الصغيرة فحسب بل وسيضرب اقتصاديات الدول الكبرى ان لم يكن قد ضربها بالأساس.
فعندما يتصدر الشريط الإخباري في التلفاز أو في مواقع التواصل الاجتماعي خبرا عاجلا مفاده هبوط أسعار النفط الخام إلى ادنى مستوياتها وكأن العالم يمارس رياضة الهرولة غير مهتم بما سيؤول اليه الحال، فلماذا بدأت المشاكل السياسية الاقتصادية تأخذ منحنى غريب كالمشكلة العالمية ألا وهي أزمة أوبك على الرغم من كون الكلام يضع جل ثقله على جائحة كورونا متناسيا ما ستخلفه من أزمة في قطاع النفط وكذلك لعملة الدولار وهما اهم مرحلة من مراحل الجائحة وربما ما بعدها ، فهل هذا يعني بأن النظام العالمي على اعتاب ( مرحلة جديدة ، أسواق جديدة ، عملة حديدة) والأهم من ذلك كله سياسة عالمية اقتصادية جديدة ، ام ان الأمور مجرد بث لعبة الذعر والخوف في نفوس الشعوب وإعادة تطبيق سياسات سبق وأن نجحت في تطبيقها كسياسة الاحتواء أبان الحرب الباردة مابين الولايات المتحدة ألأمريكية والاتحاد السوفيتي ، وكذلك من سيعمل على اسعاف عملة الدولار كأكبر عملة عالمية متداوله وبها ترتبط جميع العملات ومنها تنطلق الاتفاقيات والتعاملات ام هل سيعود الحال لأعادة تطبيق كلام ثعلب السياسة ( هنري كيسنجر) عندما انقذ الدولار من الانهيار بفضل الخدعة التي رسمها في سبعينات القرن الماضي مما أدى لانطلاق الدولار بعدها كعملة عالمية من غير منافس ولحد الان ، هل سيذهب العالم ليحتوي معدن الذهب وباقي المعادن الأخرى والتي يعتبر التعامل بها مربحا .
بطبيعة الحال ستكثر الأسئلة في الأعلام وعلى طاولات كبار رؤساء العالم وكبار المتنفذين وستصاب مواقع التواصل الاجتماعي بضجيج كثير من تلك التحولات الخطيرة وكأن كل شيء سينتهي لو لم تتواجد حلول جدية تسعف العالم من الوقوع في وحل الانهيار الاقتصادي وكأنما تلك الحلول في المستطاع وستخرج كما يخرج العفريت من المصباح،لكنهم يتناسون اهم سؤال هو هل ما يحدث هو باتفاق دولي لاقتسام الغنائم والممتلكات حسبما يتراءى لهم ام انه نذير شؤم لاندلاع حرب كبيرة لا هوادة فيها أو حتى حرب بالوكالة على أرض معينة أو حرب عالمية ثالثه مابين الرأسمالية والشيوعية كما يدعي مروجو ثقافة الحروب ،
ما يهمنا هو فقط التمعن بكل حيطة وحذر في خضم الاتفاقيات السرية والتي تسير الاقتصاد السياسي العالمي وتحركه وفقا لما تشاء وليس سقوطه كما تسقط قطع لعبة دومينو فإذا ما سقطت واحدة منها تسقط جميعها وبشكل متسلسل .