JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

Accueil

الطبقية في المجـتمع

بقلم : وسام محمد الغزالي
لقد بنيت الحياة وتشكلت على اطر تداولتها الايام وبما يستهله الفرد من سلوكيات فطرية او مكتسبة لتكون تلك التكتلات البشرية التي تمتد على مدارج افاق البسيطة ما بين سفح الجبل وضفة النهر والفيافي من البراري مجمعا شعبيا تتهافت اليه بتكوينه المتمازج اللامتجانس تعايش الافراد ووفق الوقائع التي ارست بزمامها محورية الافراد 0
فعلى اثرذلك تشكلت الطبقية التي جعلت الافراد او الاسر متمايزه عن بعضها من صياغات متعددة كذكاء الفرد عن اقرانه او نظام العائلة من دقه حياتها ومزاولة الاعمال بشكل مدروس على خلاف العوائل المتكورة على نفسها وفق نطاق ضيق من الافكار فقد ذكر جان جاك روسو " واتصور وجود نوعين للتفاوت في الجنس البشري , فالنوع الاول هو ماادعوه الطبيعي او الفيزيوي لانه من وضع الطبيعة , ويقوم على اختلاف الاعمار والصحة وقوى البدن وصفات النفس او الروح , والنوع الثاني هو ما يمكن ان ادعوه التفاوت الادبي او السياسي لتوقفهنه على ضرب من العهد والقيامه – او للاذن فيه على الاقل – بتراضي الناس , ويتالف هذا النوع من محتلف الامتيازات التي يتمتع بها بعضهم اجحافا بالاخرين كان يكون اكثر من هولاء ثراء او اكراما او قوة ,  او ان يكون في وضع ينتزع منه الطاعه " (1) فعلى الرغم من وجود الملكات الربانية في تداعياتها على الفرد وبما تجعله متفوقا على سائر المخلوقات , تبقى الية توضيف هذه القدرات محطة مستعصية للانسان ومنهجية تقوده الى الرتابة في الجمود والتلكؤ الذي يصحبه على مدار العمر مالم يكسر تلك القيود, وتعود نتيجة تزعزع تلك الالية من خلال المكتسبات الاسرية والتي تدلي على الفرد وهو صغير من انطباعات وعقائد قد لاتكون بحد ذاتها ملهمة للفرد نفسه فطريا الى انها حصيلة مستدامة جرّاء التلقين والوعي بتصور الفرد ان تطبيق تلك الاشياء هي امر ملازم لاولوية حياته التي يزاولها فقد قال النبي (ص) " كل مولود يولد على الفطره , فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه ..." (2) فالاسرة هي العامل الجوهري في اختلاف الطبقية في المجتمع رغم تبياين التفاوتات لتصوغه بحلته المعتادة على منحىً فكري وعقائدي , فقد ذكر غستاف لوبون " تنقسم هذه الافكار الى قسمين : الاول الافكار العرضية الوقتية التي تولدها بعض الحوادث بساعتاها عولوع بفرد من الافراد او مذهب من المذاهب , والثاني الافكار الاساسية التي تكتسب من البيئة والوراثة والراي ثباتا 0 مثال ذلك العقائد الدينية في الماضي والافكار الديمقراطية والاجتماعية في الزمن الحالي . فالافكار الاساسية اشبه بالماء الذي يجري الهوينا في النهر , والافكار العرضية تشبة الامواج الصغيرة المتغيرة على الدوام التي تضرب وجة ذلك الماء وهي مع اقلة اهميتها اضهار امام العين من سير النهر نفسة " (3) ومما لاشك فيه ان العامل الذي ينظم الاسرة او يضعّف تكوينها في تلك الطبقية المجتمعية هي الانا ونزعتة النفس لما تطلبه بشراهه , فان الانسان ذا الجموح الفوضوي والعقل الذي يبتلع كل شي امامه كانه ثقب اسود او يزيد في ذلك كثيرا ليتنطلي على اغواره الشي ونقيضه من سفاسف الاشياء الى شمها دون هواده في كيانه او تاني ليعود من تلك الازدواجية التي تجعله متكيفا على الشي لحين من الزمن ثم تنزلق به الى النقيض ,
 
1- انظر : اصل التفاوت بين الناس ص 43
2- صحيح البخاري – كتاب الجنائز – باب ماقيل في اولاد المشركين – رقم الحديث : 1302
3- سيكلوجية الجماهير – افكار الجماعات – ص 67
 
فتجعل منه اناه محمولا على التناقض فما ان يستقرئ الصواب الذي يقبع سجين ذلك المحمل حتى يمرق اليه سهم الصراعات النفسية فيبقى عالقا ما بين المثالية والازدواجية وهو ما يعكس في ماهيته هشاشة صفاته الذاتية التي سيستنبطها طفله على مضض او وئام من سبر اغواره , فلا يسلم من ذلك التاطير النفسي الا القلة , فالطبيقية تتكون في حدود ذلك الانسان الذي اقتبس افكار حياته او معضمها من تصور المحيط لها , فقد ذكر الدكتور علي الوردي على لسان البرفسور كارفر " ان التنازع البشري له انواع اربعة:
1- النوع الاول وهو اوطأ انواع التنازع واقربها الى الطبيعة الحيوانية الاولى .ففيه تكون للقوة البدنية المكان الاول حيث يعتمد الفرد لى قوته لتحطيم خصمه او ايذائه وهذا النوع يتخذ صور شتى منها الحرب والمبارزة والمشاتمة والنهب والسبي واغتصاب العفاف ونحو ذلك
2- وياتي من بعد ذلك النوع الثاني الذي يدخل فيه شيء من الرؤية واستخدام الذكاء وهو اذن ارقى في سلم التطور من النوع الاول.وهو يتخذ شكل السرقة او الاحتيال او الغش او ما الى  ذلك من امور تمثل النزاع البشري من وراء ستار.
3- اما النوع الثالث من التنازع البشري وهو الذي يكاد اليوم يسود العالم المتحضر ويتخذ اشكالا متنوعة  فهو بين الرجل والمراة يتخذ شكل الغزل ومبادلة الغرام وهو بين الاحزاب السياسية يتخذ شكل الحملات الانتخابية والمهرجانات الحزبيية وهو بين الشركات التجارية يتخذ شكل الاعلانات الصارخة والاغلفة الملونة وهو بين اصحاب الدعاوي يتخذ شكل المحاكمات التي يتجادل فيها المحامون وهو بين الطوائف السياسية والدينية يتخذ شكل المحسوبية والوساطة والمحاباة وما اشبه
4- اما النوع الرابع فهو النوع المنتج الذي يؤمل ان يسود العالم في يوم من الايام . وههو يتمثل في المنافسة العلمية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية على اساس هادئ لا تحاقد فيه ولا تباغض." (1) .  
ان الاختلاف والطبقية المجتمعية ليست مبررا الى ان الشمولية هي الافضل من ذلك ,فالامبرياليات اقصت المجتمعات والطبيعة الحرة على هيكلية تقويضية وتركت افالاطون وجمهوريته تزعق بما لا يسمع لها دعاء او نداء فالاحرى على ذات الانسان ان يكون متاملا وان المفاز ليس بالشمولية المثالية او السيئة ( كما كان يصدح بها اورويل) انما في التنافس والتامل الذي يجعل تفاوت الاصناف من الناس مستهلا في تقليد دوافع الابداع والتعارف ,وقد قال تعالى " ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين "(2)

المصادر
1- مهزلة العقل البشري –انواع التنازع _  ص 109
2- قران – سورة هود – اية 118
reaction:
author-img

Alkhutaa

Commentaires
    NomE-mailMessage