للكاتب برنارد سميث
ترجمة أيه عادل عبد الكريم
كانت الساعة الواحدة في احد أيام الصيف الحار من شهر آب في هذه المدينة الرومانية القديمة خلف الجبل , كان الناس يأكلون و يشربون في منازلهم و آخرون يملئون الشوارع و المحلات ، كانوا سعداء لم يكونوا يعلمون ولكننا نعلم .
في سنة 79 كان هناك جبل يقع خلف المدينة يسمى فيسوفيس و فيسوفيس بركان .
ماركس سيكتيس رجل مهم في بومباي يعيش هو و عائلته في بيت ابيض كبير يحتوي على حديقة كبيرة و رائعة , لدى ماركس سيكتيس و عائلته خمسة عشر عبد , ثمان رجال و ست نساء و صبي واحد يسمى مايكو يعمل في المطبخ و الحديقة . ماركوس سيكتيس يعامل عبيده جيدا حيث يعملون كل يوم بدون مقابل نقدي ولكن لديهم طعام جيد و كذلك ينامون في المنزل
لدى مايكو الشاب صديق واحد يدعى فورتوناتوس كلب المنزل , حيوان كبير و اسود اللون و قوي .
عادةً يبقى فورتوناتوس في غرفة صغيرة خلف الباب , يجلس هناك على سلسلة كل يوم و يشاهد الشارع , لا يمكن للأشخاص السيئون الدخول إلى المنزل لأنهم يخافون من فورتوناتوس .
اليوم مجموعة من أصدقاء ماركوس سيكتيس يزورونه في منزله , كانوا خائفين لان الجبل يصدر ضوضاء عالية .
قال احد الرجال : (( آلهة الجبل غاضبة )).
قال ماركوس سيكتيس : (( عادة الجبل يصدر ضوضاء , كل سنة نسمع ضوضاء صادره منه و بعض الأحيان دخان أيضا لكن الإلهة ليست غاضبة , الوضع ليس خطيراً
فجأة سمعوا ضوضاء خلفهم , كان فورتوناتوس يرقص على السلسلة و يفتعل ضوضاء عالية .
قال ماركوس سيكتيس : (( فورتوناتوس , أبقى هادئا )) , ثم قال لعبده : (( لا يمكننا التحدث مع هذه الضوضاء الصبي يمكنه اخذ الكلب إلى الحديقة )) .
أحظر العبد مايكو إلى الباب المؤدي للشارع ثم قال : ((ماركوس سيكتيس و أصدقائه يتحدثون في أمور مهمة و هذا الكلب يصدر أصوات رهيبة خذه إلى الحديقة وأبقى معه )).
أخذ العبد سلسلة فورتوناتوس بيده لكن فجأة ركض الكلب إلى الشارع , غضب العبد كثيراً وقال : (( أذهب خلفه بسرعة , أمسك به و أعده إلى هنا )) .
ركض مايكو إلى الشارع بحثا عن فورتوناتوس , كان الكلب ينتظر مايكو قريبا من المنزل , مشى مايكو ببطء و هدوء ثم عبر الشارع و امسك السلسلة بيده , ألان أصبح الكلب أكثر هدوءً لكنه لا يزال يرتعش كان خائفاً كثيرا .
فجأة سمع مايكو ضوضاء عالية خلفه , نظر خلفه كانت غيمة كبيرة من الدخان الأسود الكثيف قادمة من الجبل خلف المدينة , الشارع يهتز تحت قدميه .
ركض فورتوناتوس مرة أخرى لكن هذه المرة أخذ مايكو معه وبعد وقتً قصير وصلوا إلى الريف و المدينة باتت خلفهم .
بعد وقتً يسير كان مايكو و فورتوناتوس أسفل بعضً من الأشجار الصغيرة , وفي وقتً متأخر من الليل أصبحت السماء مظلمة مصحوبة بدخان أسود , الآن يمكنهم رؤية مدينة بومباي من خلف التل الصغير , غيوم من الدخان و نار قادمة من الجبل و أحجار حمراء حارة و كبيرة و نيران تتساقط على كل المنازل في المدينة و لهيب النيران قد أحاط معظم ألمنازل مما جعل الكلب يرتعش .
قال مايكو للكلب : (( دعنا نبقى هنا , يمكننا النوم هنا وفي الصباح ربما نتمكن من العودة إلى المنزل )) .
في وقتً متأخر من الليل بدأت ألأحجار الحارة و الصغيرة بالتساقط من السماء على الأشجار و الأرض حتى أن بعضها سقطت على مايكو و فورتوناتوس لكنها لم تكن أحجار ثقيلة بل كانت خفيفة جدا و لكن لم يخلو من وجود بعض أحجار الثقيلة لكنها لم تكن حارة , كانت تتساقط على الأرض و يتصاعد منها الدخان , بعض هذه الأحجار ضربت مايكو و فورتوناتوس .
قال مايكو (( هذا خطر)) .
بعد ذلك ذهب مايكو و فورتوناتوس تحت شجرة كبيرة و بقوا هناك , لم يكن فورتوناتوس سعيداً بل كان خائفاً .
نام مايكو و فورتوناتوس تحت الشجرة , وبعد وقتً قصير توقف تساقط الأحجار لكن بدأ الرماد بالتساقط كان خفيفاً و بقي على الأرض .
في الصباح الباكر نظر مايكو و فورتوناتوس إلى الشجر و التلال ,
الآن توقف الرماد عن التساقط , كانت طبقة بيضاء من الرماد على الأرض و على الشجر حتى أن فورتوناتوس و مايكو كانوا مغطيان بالرماد الأبيض أيضاً .
فجأة سمعوا ضوضاء رهيبة قادمة من الجبل و الأرض تهتز تحتهم, وكان هناك نهراً من النيران قادمة من الجبل , خاف فورتوناتوس كثيرا و ركض بعيداً لم يستطع مايكو إيقافه لان الكلب كبير و قوي .
بعد فترة يسيرة وجد فورتوناتوس مكان هادئ تحت شجرة مثمرة و توقف عندها , جلس مايكو معه على الأرض و تحدث إليه بهدوء .
قال مايكو : (( فورتوناتوس , كن كلباً جيداً , نحن بخير هنا ربما نتمكن من العثور على منزل و بعض الأشخاص )) .
فجأة قرب فورتوناتوس رأسه بحيث بإمكانه سماع أشخاص بالقرب منهم , الآن يمكن لمايكو سماعهم أيضاً, رأوا أربعة رجال تحت الأشجار يحملون العصي الكبيرة في أيديهم.
قال مايكو : (( فورتوناتوس , انظر بعض الرجال نحن بخير)). الرجال الأربعة عبيد يعملون في الريف وقفوا بهدوء و نظروا إلى مايكو و الكلب .
سال احد الرجال : (( من أنت؟ )) .
قال مايكو : (( اسمي مايكو و هذا كلبي فورتوناتوس )) .
قال أحد الرجال : (( أنا اعرفه )) , كان وجه مايكو أبيض و كان خائفاً لان أحد الرجال وجه عصاه ناحيته .
قال الرجل : (( الآلهة غاضبة من شعب بومبي أنهم أشخاص سيئون لقد سقطت النار من الجبل على كل المدينة و الناس ماتوا جميعاً أذهب بعيداً لا نريد نارً هنا )) , و ضرب مايكو بعصاه .
غضب فورتوناتوس بشدة و وقف في مقدمة مايكو , قام الرجال بضرب مايكو و الكلب بعصيهم , قام أحد الرجال بضرب مايكو على رأسه و وقع على الأرض .
(( توقفوا توقفوا ماذا تفعلون )) , وقف الرجال الأربعة بهدوء و نظروا خلفهم , رأوا رجل روماني طويل يقف مع أحد عبيد منزله,
وقف الرجال الأربعة بهدوء و كانوا خائفين من هذا الرجل ,
سأل الرجل الطويل بصوت عالي : (( من أنت أيها الصبي؟ )) .
أجاب مايكو بهدوء : (( أسمي مايكو, أنا عبد في منزل ماركوس سيكتيس في بومباي )) .
قال الرجل : (( ماركوس سيكتيس أنه أخي و هذا الكلب هل أسمه فورتوناتوس؟ )) .
فور سماع فورتوناتوس أسمه أصبح هادئاً و أفتعل ضوضاء ودودة و وضع رأسه على قدم الرجل .
قال الرجل مرة أخرى : (( فورتوناتوس )) , ثم أبتسم و وضع يده على رأس الكلب , ثم قال : (( نحن هنا نعرفه جيداً و والده يكون كلبي ركيس )) .
نظر الرجل إلى العبيد الأربعة و عصيهم و قال : (( أذهبوا بعيداً)) , ركض العبيد الأربعة بعيداً بسرعة.
قال الرجل لعبد منزله : (( خذ هذا الصبي و الكلب لمنزلنا و نظفهم و جد لهم طعاماً و شراباً و كن جيداً معهم , أنا لا أفهم ما الذي يجري لكنهم أصدقاء الآلهة )) .
ذهب مايكو و فورتوناتوس مع العبد إلى البيت الكبير خلف الأشجار , نظر الرجل الطويل إلى السماء الحمراء والنار في البركان ثم قال : (( فورتوناتوس , الكلب الذكي , ربما يكون خائفاً و ركض إلى المنزل القديم مع صديقه الشاب , لكن الناس في بومباي و أخي و عائلته قد ماتوا جميعاً ومن بقي على قيد الحياة فقط كلب وصبي عبد , من بإمكانه فهم العاب الآلهة )) .