بقلم : رؤى اياد عبد الرزاق
أن تراكم ألاحداث العالمية حدثاً تلو الاخر منذ بداية عام 2020 ولغاية انتهاء النصف الاول منها وكأنما يمر العالم بأحداثه اليومية وحسابها سنوياً فكل يوم يسجل حدث ويمر بحلوه او مره يجعل الانسان يشعر بأن يومه يعادل سنة تقويمية كاملة فربما يمر اليوم بحلوه او مره سريعا وبنفس الشعور الذي يراوده مما يجعله لايفهم مايحدث ولايعي ذلك الا بالتفاعل مع الحدث اليومي وماأن يحل الحدث الاخر في اليوم الاخر يتناسى الاول رامياً جهده وتفكيره على الحدث التالي.
وربما يستاءل في داخل نفسه عن معنى الحياة التي يعيشها وما هو سر العشوائية وكأنه يدور في دوامة مستمرة دون توقف وربما لن تتوقف لما تبقى من ايامه التي يعيشها ، نعم تطرح اسئلة كثيرة يتم اقحام النفس البشرية فيها وهذا كله بطبيعة الحال نتيجة التفكير المستمر والجهد المتراكم وصعوبة التاقلم مع الاحداث الواقعية والتي طرأت بشكل مفاجئ لم يكن متوقعاً ، فما بين انتظار الاخبار المهمة والعاجلة والتي من الممكن قد تغير المزاج نحو الافضل الا وهي الانتصار على الحرب النفسية وعودة الحياة الى سابق عهدها والتغلب على ماعكر البال وكرب النفس وانهك العقل نكون هنا امام (سفسطة الواقع وعنهجية اللاواقع).
ربما أن هذه العبارة غريبة نوعاً ما على مرأى الكثير ولم تطرأ على مسامعهم سابقاً ولكن يبدو انها تلخص واقع الحال الذي يعيشه الانسان ، أذا ماذا نعني بالسفسطة والعنهجية ومامدى ارتباطهما بالنفس البشرية وما تمربه ؟ الاجابة ستكون بمنتهى البساطة فنعني ب( السفسطة )ان يجادل الانسان بشكل مغالط وبصورة خاطئة كلا من حوله وكأنه يرى في نفسه الوحيد الذي يتكلم بصورة صحيحة وكل من حوله يتكلم بشكل خاطئ اما ( العنهجية ) فهي الكِبر والجهل والغطرسة مما يؤدي الى هجر من حول الشخص له بسبب هذه العنهجية ،
فلو ربطنا مابين السفسطة والعنهجية وما يمكن ملاحظته نجدهما في غاية التطابق ولنأخذ على سبيل المثال ما يحدث في مواقع التواصل الاجتماعي عند طرح أي خير وتداوله بسرعة ظهور انقسام واضح بين الاراء ومحاولة اثبات كل رأي وغلبة الاهواء الشخصية على تلك المنابر وكُلاً يصور الخبر وفقاً لما يتراءى لهُ فنكون امام ( سفسطة الواقع ) لخبر معين فتبرز احدى التعليقات لتغالط الخبر المنشور بذاته او من قام بنشره ويصل الحد لتكذيبة لو الاستهزاء به وبعدها تبرر وجهة النظر التي تعتبر صحيحة من زاوية رؤية المتحدث لاثبات عدم صحة الخبر ليبدأ التناوش بين الاثنين ويصل الحال بهم لدرب مسدود ومابين ( عنهجية اللاواقع) فالشخص بذاتهِ الذي غالط الشخص المقابل واصر على ذلك واصابه الكبر والغطرسة نتيجة لذلك مما يجعل الاشخاص الذين يتفاعلون مع الخبر يتخذون موقفا بأساءة الانطباع عنه والضجر من حديثه في نفس اللحظة وبالتاكيد مستقبلاً وهجرهُ وهجر الكلام معهُ وعدم الخوض في غمار الحديث معهُ.
هذا هو واقع الحال الذي نتعايشه يومياً وما نمر به من ازمات واخبار وظروف متنوعة دفعت لسفسطة وعنهجية البعض بل والاغلب من الناس ومحاولاتهم المستمرة مما يدفع بطبيعة الحال الاخرين لتجنب خوض غمار الحديث معهم ومناقشتهم عن موضوع ما وهذا الامر لا يقتصر على الواقع الافتراضي فحسب بل ويتمد للحياة اليومية ايضا وربما يكون واضح للعيان ليصبح عادة يومية يتوجب علينا الابتعاد بعيدا وعدم الخوض بهذة السجالات ومحاولة التأمل ولو لبرهة وكأننا في وسط حقل اخضر كبير في نقطة غير متناهية بعيدين عن البعد عن مايعكر المزاج ويقلبه وبلحظة صفاء وهدوء سنشعر حتماً بالراحة ورضاء النفس.