JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

الصفحة الرئيسية

حينما وصل بنا الوضع الي هذهِ المرحلة ، أكتشفتُ أننا قد لا نموت بفيروس كورونا... لكنْ الجهل قد يقتلنا


بقلم: تبارك وليد
في الاونه الاخيره انتشرت بعض الصور والفديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي من بعض الجاهلين تتحدث عن "اللعبة السياسية “ تعي الناس عن عدم وجود الفيروس ،  والبعض  اطلقوا عليه اسم المؤامرة  ، وآخرون ظنوا أن لا شيئ يخيف والله وحدهُ مايخيفنا ... وكأن حماية النفس من العدوى، فيها كفر وشرك بالله!
رأيت منشوراً على الفيسبوك قبل مدة من احدى صديقاتي تقول ، حين تعبر الشارع، فأنت تنظر ببساطة لليمين وللشمال كي تحمي نفسك من حوادث السير، وهذا (منطقيا)، لا يقلل من إيمانك بقَدَر الله في شيء.
وحماية النفس افضل من تصديق الاشاعة بعدم وجود الفيروس  والاصابه بهِ بسبب جهلك (وإصابة الآخرين) بسببك !!
نكتشف مرة أخرى أننا بنينا للجهل وأسسنا للخرافة في مجتمعنا منذ قرون والعجيب اننا لم نكن نعلم مدى خطورة الجهل هذا وكان توقعاتنا أن زمن الجاهلية قد تخطيناه منذ قرون وقرون ، والحقيقه اننا لازلنا نتعايش مع هكذا نماذج في مجتمعنا الراهن اسسنا الاشاعات والخرافة وتصديق الاكاذيب ، دون أن نؤسس للعقل والعلم
بقراراً منك غير مسؤول قد تؤدي بنفسك للهلاك وتؤذي من حولك وتؤذي عائلتك وزملاءك. وكأنك ،  بصلاة جماعية قذفت قنبلة !!! كورونا جائحة قاتلة استثنائية على مستوى العالم ، من أنت لتؤدي بتفكيرك الساذج الى هلاك الجميع ، بجهلك بعدم مسؤوليتك ، هل من الدين أن تتسبب في الأذى لنفسك ولغيرك؟ ألا يعد هذا السلوك منافيا لروح الإيمان ولروح المواطنة في نفس الوقت؟
لكي إكون منصفة ، فنحن كثيرا ما ننتقد الحكومه ل لتقصيرها عن إنجاز ما يغير حياتنا بشكل فعلي ... لكننا اليوم، وحتى نكون منصفين أيضا، فإننا نستطيع بصدق أن نشيد بمجهودات الحكومة العراقية في التصدي بقوة وحزم وجدية ومسؤولية لتداعيات فيروس كورونا من حيث التوعية وحضر التجوال الذي لم يأبه له الجاهلين والتواصل عبر المنصات الالكترونية التوعوية ، التي افتتحت مجاناً للجميع ، لكن أيضا من خلال الخطوات التدريجية الجادة والاستباقية التي اتخذتها للحد من انتشار فايروس كورونا أثبتت تجارب الدول الأخرى سرعة انتقال عدواه بين الاشخاص بلمح البصر " مما يشكل خطورة اندلاع فجوة كبيرة في العالم تتخطى ألاف المصابين ...
في المقابل ، فقد رأينا إن الكثير من الناس والشباب الطائشه والجهل والاستهانه المفرطة تعاملوا مع هذا الوضع باستهتار واستخفاف مضر لصحتهم وصحة الغير ، كما اكتشفنا انتشار الجهل والخرافة وتأثير خطابات المؤامرة والغيبيات على العقول بشكل كبير .
هم نفسهم الأشخاص الذين  تعلموا على نشر كل ما يتوصلون به دون تدقيق من المصادر والمحتوى ... ميل شبه فطري لتصديق كل نظريات المؤامرة الممكنة ، ولااعلم أي اسم اطلق على هؤالاء المتخلفين ، توقفوا معي للحظة واخبروني ؟!!  (الأميركيون يموتون بالفيروس، والصينيون، والبريطانيون، والكوريون والكنديون والايرانيون... فهل هي مؤامرة من كوكب اورانوس؟).
ثم ماذا ؟!
هذا الأفظع ، نكتشف مرة أخرى أننا بنينا للجهل وأسسنا للخرافة في مجتمعنا ونحن نعيش ! كل المدارس والمصانع والمستشفيات تخرجوا الاف الاشخاص !!!
ولازلنا نتعلم الجهل دون أن ندرسهُ ، دون أن نؤسس للعقل والعلم. ها نحن نواجه فيروساً صغيراً اصغر من بيضة الانسان لكنه اخطر من أن يكون خطيرا قد يقتل أشخاصا قريبين منا... فيروس مات بسببه اليوم آلاف الأشخاص في مدة قصيرة... ونكتشف معه أننا عاجزون عن مواجهته بالعلم. بل أن بنياتنا الصحية الاستشفائية غير كافية المستشفيات لاتمتلك تلك الاجهزة اللازمة !!
تنقصنا المدارس والمستشفيات والأطر الصحية والتفكير العلمي... في مواجهة فيروس لا يمكن مواجهته بالدعاء والصلاة (لا فرادى ولا جماعات) ولا يمكن مواجهته بالخرافة والدجل والتنجيم ونظريات المؤامرة والتشهير وغيرها ...الخ
يفترض ان نفكر بالاكثر خطورة ، بعد تجاوز هذه الأزمة، أن نقف أمام الدرس الحقيقي لكورونا (وما سيأتي بعده من فيروسات أخطر علينا أن نعالج هذهِ النقطه التي تقف في المنتصف ): ما لم نؤسس للعقل والعلم، ما لم ندعم البنيات التحتية في قطاع الصحة لضمان صحة مجانية جيدة لكل المواطنين ، مالم نجهز المستشفيات بالاجهزه الضرورية الكافية ، ما لم نضمن تعليما جيداً ، ووعي فكري لازالة الجَهل ، فستهزمنا الفيروسات وسيهزمنا الجهل وستهزمنا الخرافة حتماً . 
reaction:
author-img

الخطى

صاحب الامتيازمتخصص في قسم: كل الاقسام مؤسسة الخطى للثقافة والإعلام | مؤسسة اعلامية ثقافية تقدم خدماتها من اجل تطوير المجتمع العراقي في مجال الثقافة والاعلام تأسست على يد عدد من الشباب الاكاديمي العامل في الوسط الثقافي والاعلامي.
تعليقات
    الاسمبريد إلكترونيرسالة