بقلم: رؤى اياد عبد الرزاق
تفاجأ العالم في ظل جائحة كورونا عندما تم إجباره على ارتداء الكمامة خوفاً من تفشي المرض و إنتقال العدوى والبعض ان لم يكن الأغلب لا يحبذ ارتدائها أو أخذ الامور من باب المزاح ولم يدرك اهميتها لانها حتماً تقيه من الإصابة بالفايروس الذي قد يصيبه ويؤدي لإضعاف الجهاز المناعي لديه وياحبذا لو يتم التعامل مع مبدأ الوقاية خير من العلاج فهذه قاعدة عامة معمول بها .
لكن في بعض البلدان وخاصة في تلك التي تسيطر عليها الفئات الحزبية والتوجهات السلطوية يلاحظ بان شعوبها مجبرة على ارتداء الكمامة دائما وليس لفترة قصيرة , الأمر لا يتعلق فقط في ظل تفشي الجائحة بل هي كمامة من نوع خاص وليس هذا فحسب بل يجب عليهم اضافة لذلك خياطة ما تحت الكمامة والمتمثل بخياطة الأفواه , فلماذا هذا الحال ؟ لانهم امام دكتاتورية مفرطة مبالغة في اطلاق يد الاجرام ومحاولة شرعنة الوسائل التي تسهل عملية القيام به وربما تشريع قانون يصطف بجانبهم ان اقتضى الامر, فلا سبيل للحرية والخلاص ابداً حيث يجب التعايش وفقا لما يرسمه هؤلاء لا وفقاً لما تقتضيه قوانين الحياة ومبادئ العدل والانصاف ويتوجب ارتداء الكمامة دوماً وما ان يحاولوا ان يخلعوها حتى يأتيهم العقاب من كل حدب وصوب وتنطلق باتجاههم سهام الإتهام بل والأدهى من ذلك رصاصات التخوين , فهم ارتدوها ليس من باب الخوف ان كان هو السائد بل من باب الوقاية من الموت والحفاظ على الحياة ودوام العيش فيها فلا احد منهم يمكن ان يتجرأ وان ينبس الشفة بكلام يعبّر عن مايجول في خاطره او يكتب مقال بقلم حر أبيّ أن يبادر ويسترعي الانتباه لما يود ان يقوله والا بطبيعة الحال سيكون مصيره الموت الحتمي وحتى أنه وفي قرارة نفسه يتمنى الموت الطبيعي الذي لايألفه حيثما يسكن في تلك البقعة من الأرض او يكون الموت من هذا النوع نادراً هناك ان يسمع به في ظل شريعة الغاب , ولكنه يتجرأ ويزداد جرأة بحال ليس له مثيل فيرفع الخياط عن فمه ويخلع عنه الكمامة ليطلق العنان لما يود ان يوضحه ولايكبته في دواخل نفسه ولكنه سرعان مايصطدم بأن امامه الموت السريع والذي يأتيه من حيث لايحتسب فتقول روحه التي ازهقت انا مجرد خلعت عني كمامة كورونا ولكن الله قدر ولطف ولم تصبني العدوى ولكن ما ان رفعت عني تلك الكمامة المفروضة علي بحكم العيش السليم او الموت المجهول حتى اقترب مني وبلمح البصر .
ياللهراء كم هي حياة الإنسان رخيصة لهذه الدرجة هل الموت يعتبر جزاء للمحاولة وهل هو في حالته هذه أشد و أقسى من المرض – المرض الذي لا يتمنى المرء أن يصيبه – ارحم واسهل واخف وطأة ، وياللهول والجميع يعلم بأن هذا حلم طويل استمر ومازال مستمراً ولا وجود للأمل بأن ينجو منه المرء لكن الحقيقة هي أن الحياة واقع مرير ميؤوس منه ولا فائدة منه وربما نبلغ تحياتنا وتمنياتنا للعالم بالصبر على كمامة كورونا فهي نعمة وليست نقمة وليتم تحملها وعدم الجزع منها فهي بالفعل افضل انواع الكمامات التي تحافظ على الأرواح ولا تزهقها .