بقلم الكاتبة : ياسمين ثامر خضير
الرِّقّ و العُبُودِيَّة والزَواج القَسْريّ لا يَكُن مُقتصراً على محافظات العراق بَلْ يَسْتَوْطنَ عاصمةُ الثقافة (بغداد)
هُناكَ مناطق مختلفة في بغداد نَجدُ أهلُها مقيدونَ بالظروف البيئية والإجتماعية المحيطة بهم، التي تُحدد لهم حياتهم، وَ يُقَيِّدُونَ بها، كَـ حِرْمان المرأة من التعليم، وَ من المُشاركةِ في الأنشطة الإجتماعية وَ من ممارسة هواياتُها....! كُل ذَلِك وأكثر وكأنهم خلقوا لِمحاسبتُها وَ إنتهاكِ حقوقها، وَ لا يَكتفونَ بِذَلِك بَلْ يقوموا بإختيار زوجاً لها لا تعرفهُ، وَ ليسَ لها الأحقية بالقبول أو الرفض، وَ لا يهُم كم عمرهُ وَ ماذا يعمل، المهم هوَ أن يدفع مبلغ مالي جيد!، وأن يتخلصوا من تِلكَ العورة! أما كَيف ستكون نهاية هذا الزواج؟! أقول لكم: سينتهي بالفشل والطلاق، أو يدوم بالذلِ والخوف والإستعباد للأبد!، وَ أحياناً بالأنتحار!!! لأنها وأن شَكت لن تجد من يسندها وَ يقف معها، وَ يتغير حالها من سيئ إلىٰ أسوء، فَهوَ يعتقد فقط لأنهُ أصبحَ زوجاً لها يحق لهُ أَن يَسعها شَتْمًا وَ يضربُها وَ يمنعُها من دراستُها، وَ تَحطيمُ مُستقبلها، وهذا مفهومٌ خاطئ، لا يحُق لأحد أن يمتلك امرأة ويَتَحكمُ بها كيف ما يُريد، فَهيَ لا تُباع ولا تُشرى، لديها رغباتُها الخاصة وَ طِباعها وَ لديها حقُ الإختيار بكُل ما يَخُص حياتُها، أما الأهل هم أيضاً ضحية تخلف مُتَوَارَث من الآباء لأبنائهم، لَكن هذا لا يُعطيهم الحق أن يَفعَلوا كما فَعلَ الذين قبلهُم، وَ بالزواج القَسْريّ يكثرونَ بزيادة إنتاج هذا التخلف، هُناكَ أشخاص إلى يومنا هذا يحزن عند سماعهُ خبر ولادة زوجتهُ لِفتاة! لأنها لاتستطيعُ رفعَ إسمهُ لأنها مسلوبة الحقوق والحُرية! ولأنها لاتستطيع العيش بنفسها ولِنفسها بَلْ تعيش بالرجل وللرجل!!، هيَ حتىٰ لا تستطيع فعل شيء دون إرادتهُ، وأن فعلت ذَلِك فأنها تُخالف القيم والأخلاق والمبادئ، لابدّ من أحترام المرأة والتعامل معها على أنها أنسان مثلها مثل الرجل لَديها قلب ومشاعر ولَديها حقوق، فـ هي ليسَ مكانُها المنزل فقط، نَجدها تُبدع في كُل مكان طبيبة، معلمة، مهندسة، كاتبة، محامية، أم، تُزهر أينما تكون، وَهيَ التي تصنع الرجال...
العائلة هيَ الأساس في تربية الأولاد على الأخلاق، العلم، الثقافة والإنسانية والحُب، التربية هيَ التي تحدد تعامل أبنائهم مع الآخرين غداً، فـ يجبُ النهوض بـ جيلاً أكثر وعياً وثقافة ينشأ على حُب وإحترام المرأة.