الطالـبة: نور ماجد محسن
جامعة البصرة
بأشراف الدكتور مجيد جاسم
كان في قديم الزمان في كوخٍ صغيـرٍ في الغابـة كانت تعيش المعزة الأم حياة ً سعيدة مع صغيراتها من الماعز. كـانت المعزات الصغيرة رقيقة ٌ ولطيفة ُ للغاية.
وكانت المعزة ُ الأم كـكل الأمهات تحب ُ صغيراتها حباً شديداً، كانت الأم تحمي اطفالها مـن كل الحيـوانات المفترسـة في الغابة. وفي أحـد الأيام وقبل أن تتــرك الأم المنـزل لِتبحث عن الطعام في الغابة، نادت على صغيراتها لِيأتين بجانبها، قالـت لهنّ.. صغيراتي.. العزيزات.. أنا ذاهبـة ٌ إلى الغابة لا تفتحن ّ الباب لأحد.. فـلو دخل الذئب البيت سيأكل الجميع وانتنّ إحياء.. أنه ماكرٌ للغاية ولسـوف يتنكر ُ في أشكال مُختلفة ليِحـاول خِداعكم، قالت إحدى الصغيرات ِ كيف َ سيمكننا التعرف عليـه ياأمي؟. قالت الأم أن للذئب صوتٌ خشن ومخُيف، وأنا صوتي ناعم ُورفيع، لذا يمكن التعرف عليـه من خلال صوته المنخفض الخشن فوراً. ما أن اوشكت المعزة الأم على الرحيل حتى تذكرت شيئاً آخر فألتفتت إلى صغيراتها المعزات الصغيرات ِ وقالت لهن هناك أمراً هاماً أود أن اخبركن به... أن أقدام الذئب سوداء ولديه مخالب، وأنا اقدامي بيضاء، لذا يمكن التعرف عليـه من خلال اقدامه، قالت إحدى الصغيرات لا تقلقي ياامـاه سوف نحمي أنفسنا، يمكنك ِالاعتماد ُ علينا، اذهبي وأنت ِ مرتاحة البال. قامت المعزة الأم بتقبيل الصغيرات واحدةٌ تلو ٍالاخرى ثم توجهت إلى الغابة لأحضار الطعامِ للصغيرات، وفي تلك الاثناء كان الذئب الماكر يشاهد البيت من بعيد لكنه ينتظر الفرصة ُ المناسبة للهجوم على الكوخ. آتى الذئب وطرق على الباب... صاحت إحدى الصغيرات من الطارق؟! أجاب الذئب الخبيث بصوت ٍمنخفض خشن أفتحي الباب عزيزتي أنا أمكن ّ، لقد احظرت ُ لَكنّ الطعام اللذيذ افتحن ّ الباب عزيزاتي... لكن المعزّ الصغيرة تعرفن على صوت الذئب الخشن فوراً ومن دون أن يفتحن الباب اخذن ّ بالصياح أنتَ لستَ أمنا.. أن صوتَ أمنا ناعم ورقيق وأكثر جمالاً وأنت صوتك خشن ٌ ومخيف.. أنت الذئب ولايمكنكَ خُداعُنا.. شعر الذئب الماكر بالغضب الشديد لأنه لم يتمكن من خِداع الصغيرات، لذا فقد ذهب إلى البقال واشترى قطعة كبيرة من الطباشير وأكلها، الآن أصبح صوتي أنعم بكثير عن ذي قبل، عاد الذئب إلى الكوخ وطرق على الباب مرةً ثانية... افتحن الباب عزيزاتي أنا أمكن لقد احظرت ُ الطعام اللذيذ للجميع، عندما سَمعت الصغيرات صوت الذئب الناعم اعتقدن أنها الأم حقاً هذة المرة وما كدن أن يفتحن الباب صاحت احداهن، انتظري.. انتظري لنـرى إلى الأقدام من أسفل الباب، لما رأت المعزة الصغيرة أنها أقدام الذئب السوداء، قمن بالصياح ِ مجدداً لن نفتح لك الباب، أنت الذئب الماكر، أن أقدام أمنا بيضاء أنت الذئب الشرير.. ومرة أخرى في غضباً شديد رحل الذئب وأخذ يفكر في حيلة اخرى ليستطيع الدخول إلى البيت.. ذهب الذئب إلى الطحان ليشتري منه الطحين.. عندما رأى الطحان الذئب أمامه شعر بالخوف طلب الذئب من الطحان كيسٌ من الطحين ، خرج الذئب من عند الخباز بكيسٍ صغيرٍ من الطحين، وعندما أصبح قريباً من الكوخ فتح الكيس وقام بنثر كل الطحين على اقدامه، وقال الآن أصبحت اقدامي بيضاء بالكامل.. قام الذئب المتنكر بطرق الباب للمرة الثالثة... وقال صغيراتِ العزيزات.. افتحن الباب أنا أمكن لقد احظرت ُ الطعام اللذيذ من الغابة ِ للجميع، صاحت إحدى الصغيرات أرنا اقدامك ِ أولاً حتئ نتأكد إنك ِ أمنا.. كشف الذئب الماكر عن اقدامه الملطخةِ بالطحين، وما أن رأت المعزات الصغيرات حتى صدقن أنها الأم فقامت إحدى الصغيرات بفتح الباب... ولم تُصدق أعينهن ما رأت ولم تكن تعرف الصغيرات ما يجب فعلهُ!! فبدأت واحدة بالصياح والاخرى بالصراخ.. والاخرى بالجري، طالبات النجدة.. النجدة.... ساعدونا.... ساعدونا الذئب... الذئب... النجدة... النجدة ... اختبأت إحدى الصغيرات تحت المنضدة والاخرى تحت السرير والثالثة في المدفئة (الموقد)، واختبأت الرابعة في ِ المطبخ والخامسة في خزانة الملابس وتوارت السادسة خلف الستارة.. أما السابعة فقد اختبأت في الساعة القديمة الكبيرة المُعلقة على الحائط... لكن الذئب استطاع الإمساك بهن ٌ، وقام بأبتلاع الصغيرات، كانت الصغيرة التي اختبأت في الساعة الوحيدة التي لم يستطع العثور عليها. خرج الذئب من المنزل فرحان وراضٍ لأنه حصل على وجبة لذيذة شعر الذئب بالشبع لذا فقد توقف عن البحث عن المعزة السابعة، رحل الذئب لِيرتاح ويأخذ قصدٌ من النوم، كانت هناك حظيرة صغيرة لا تبعد كثيراً عن الكوخ، أستلقى الذئب تحت ظّل الشجرة وغطَ بنومٍ عميق. بعد وهلة قصيرة عادت المعزة الأم إلى المنزل وعندما رأت الباب مفتوح عَلِمت بأن شيئاً سيئاً قـد حدث.. وجدت الأم المنزل مبعثر كانت مصدومة، كانت الكراسي والمناضد وكل شيء في المنزل محطم بدأت بالصراخ والبكاء على صغيراتها بحثت الأم عن الصغيرات مُنادية عليهن بأسمائهن فلم يكن هناك جواب ٌولا حركة ٌ سمعت المعزة الصغيرة أمها وهي تُـنادي عليهن بأسمائهن خرجت إليها واخبرتها بالقصة وهي تبكي.. أن الذئب الماكر أكل اخواتها الصغيرات وهي الوحيدة الناجية.. أخذت الأم تنحب على صغيراتها المسكينات. خَرجت الأم مع صغيراتها الوحيدة، واتجهت نحو الحظيرة فرأت الذئب الماكر وهو مستلقٍ تحت َ ظّل الشجرة. أخذت الأم تفـكـر في وسيـلة لأنقاذ صغيراتها المعزات بعـد أن رأت في بطن الذئب أشياء تتحرك لعل بناتها مازالت على قيد الحياة... طلبت الأم من صغيرتها الذهاب إلى الكوخ واحظار المقص وابرة ُ وخيط ، بينما كانت الصغيرة تركض الى البيت، جمعت الأم الأحجار من على الأرض ، عادت الصغيرة ومعها الإبرة والخيط والمقص، شقت الأم بطن الذئب واخرجت صغيراتها المعزات الست وفرحت كثيراً، مازال الكل على قيد الحياة، وضعت المعزة الأم الأحجار في بطن الذئب وقامت بخياطـة بطنه بالإبرة والخيط ولأن الذئب كان يغط بنومٍ عميق لم يشعر بشيء ولم يتحرك، هـَربت الأم مع صغيراتها المعزات السبع بعيداً... أستيقظ َ الذئب من نومه، كانت بطنه تؤلمه ُ بشدة َ وكان يشعر بألم شديد وثقل في بطنه وكأنه أكل حجارة! شعر الذئب بالعطش فذهب إلى البُـحيِـرة ِلِيشرب الماء فلم يقدر وبسبب ثقل الأحجار في بطنه أختلَ توازنهُ وسقط في المـاء ظّل الذئب يصرخ طالباً المساعدة لكن لم يأتي أحد لنجدتـه غَـرقَ ومات... رأت الأم والصغيرات ما حل بالذنب الخبيث، فرحت هي والصغيرات بدأ الجميع بالرقص والغناء والقفز بسعادة بالغة ومنذ ُ ذلك اليوم عاشت الصغيرات السبع والأم بسعادة وأمان وحياة مسالمة في الكُوخ ِ الخاص بهن ّ داخل الغابة.
أهدي عملي المتواضع الى كل ولد وبنت ولدوا من دون أم أو اب
من دون مأوى، الى كل الشهداء الأبطال الذين ضحوا بحياتهم من أجلنا
إلى سندي الوحيد بعد الله أبي وإلى جنتي في الأرض أمي
إلى اصدقائي، إلى كل من أحب.