بقلم: حسين كناني
كتبت رواية أو كتب وتركوا هذا العنوان المقيت " لأنك أنت - أو - لأنك حياتي " والمضمون تراه سخيف من البداية وحتى النهاية تسير الحكاية بالحب ، بين أثنين وفي الأخير يتزوجان أو يفترقان . في كل الدول أصبحت الرومنسية تتضمن في الحبكة ألا في العراق الحبيب تكون هي المحور ، وكأننا لا مهموم لنا تحتاج التوقف والنظر ، كل شيء يصبح مبتذل لدى من يقدرون الأدب حق قدره يكون لدينا البارحة تم معرفته. وهذا يعود لعدم نضوج الشباب وقراءتهم ، إذ أغلب البنين والبنات الذين يكتبون لا يقرئون في الشهر ألا بعض الصفحات ، وفي بعض الأشهر كتاب . وعندما تخبرهم هذا غلط يكون الجواب حاضر ( لا علاقة للقراءة بالكتابة ) وفي بعض الاحيان لاحقاً يناقضون أنفسهم عندما يخبروك ( نصحني فلان كاتب ، أن أقرأ الكثير ، وهو محق ) فيجعلك تهمس لنفسك ( وهل أنا فاكهة عرموط ) هكذا هي النصيحة اليوم في جميع المجالات يعرف قائلها قبل صحتها . ورغم هذا الأبتذال والعناوين السخيفة التي يتعكز الأغلب عليهن ، ترى النجاح يصيب الكثير من التافهين الذين يرمون من وراء الأدب الشهرة ، والسبب واضح القارئ ذائقته سخيفة ، وبعضهم يقدر النجاح على وجه الفتاة والفتاة كذلك ، وهكذا يصير عندنا كتّاب في الواجهة ، كتّاب سخفاء بمؤلفاتهم يضغطون فوق الأدب دون وعي لأنزاله إلى الحضيض . وحين تتكلم وتقول هذا خطأ تصير شخص غير مثقف وشخص يحقد لإنه لم ينجح بعد . وهناك اليوم من يستغل صداقته بصاحبه الناشر ليصنع من نفسه كاتب ، وحين يفشل رغم هذا الصداقة يتحول لناقد وأذا فشل تحول لمثقف يصطاد النساء . فأنا أذكر جيداً أحدى الفتيات ، عرفتها لفترة قصيرة ، عرفتها لا تقرأ وتحب التسكع والطعام في المطاعم ، وبعد فترة صارت تلقب " الشاعرة القديرة " كيف و أين صار كل هذا ، لا أحد يدري ولكن وجهها جميل وهي تعد من نساء الليل ، لذلك هذا سبب كافي لتعرف كيف هو أدب العراق حالياً بفضل جوعى الغريزة ، وكيف تستغل الحسناوات ضعف شيابنا للوصول إلى المبيعات والنشر المجاني واللايكات الكثيرة . وهناك في المقاهي الثقافية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ، كل يوم يصير أحدهم شاعر وأحدهن كاتبة ، وعند أول تصفح لنتاجها ترى الفضائع ، إذ ترى ما كتب ما هو إلاّ خواطر ازعجن نومها ، فكتبتهن متتابعات ، دون معرفة بالحبكة ودون وضع سير للأحداث هكذا كتبتهن وأعطتهن لخروف وأعطته شيءً آخر وهو تكفل بالبقية . وترى النقاد في محافل توقيع النساء يتسابقون ويقدمون مبكراً ، أما عند الفتاة العادية فتراهم صارمين وحريصين على الأدب ، وأيضاً تراهم لدى الشاب ينقدونه نقداً لأذعاً بصفتهم حماة الأدب . فاليوم الجميع نقاد وكتّاب كبار ، لا يفعلون شيءً بالمجان ، ويحاربون وينهون مسيرة لشباب واعدين ، فقط ، لأنهم لا يحترمونهم ولا يهتمون لآراهم السخيفة . وهنا نتذكر دور النشر التي تطلب الفين وثلاثة الآلاف لتنضر عمل الشاب وتهمله . فقط لأنه شاب حتى وأن كان متمكن سيدفع . وما يحز في الخاطر هذه الدور أتت من الخارج ورزقها من الشباب الذين ترفضه الطبع لهم أو رشدهم ، ترفض وتتعالى على شباب هذه البلاد ، وهنا سيخرج أحدهم ويقول الشبان غير رصناء وقليلي المعرفة ، ولكن أليس الرد سيكون أفضل لو كان النقاد هم السبب الذين يقربهم صاحب الدار حتى لا تكون بينهم مسافة ، ما علاقة الشباب بكل ما يحدث ، أذ يأتي ويرى النشر للعرف والترويج والشهرة كلها للمعارف والعلاقات ، فماذا يفعل ، يذهب ويهمل المضمون ويتعكز على العلاقات والصداقات ويصير متملق حيث لا متملق يضاهي ! .