بقلم: حسين كناني
خسراط
لا أدري على أيَّ معيار يتم تقييم الكتّاب الذين لم يصنعوا شيء ولم يكونوا قاعدة قُرّاء ، الكتّاب الذين لم يفعلوا شيء يُذكر أضعَف الإيمان دار مُحترمة لم تنشر لهم وأساتذة وكبار ومبدعين ومتمكنين ومن هذا الخرط ، أين التمكِّن وهو إلى الأن يَعيد كتابة أفكار مَن لم يسمح لهم العمر ؟، رُبما ضُعف القارئ هو مَن يَسمح لهكذا تقييمات وأوصاف أن تكونَ مُلكاً لأشخاص لو بقيَّ الأمر عليه لقُدِمَت مؤلفاتهُم لبائع سميط سيستفاد منهن أمّا نحن ومجالنا فَلَم نخرج بأيَّ فائدةً سوى معرفة الأدب الرديء جداً من الأدب الرديء . .
وحين تتحدث معهُم يتعالونَ عليك وكأنهُم قد كتبوا ما يعجز عن كتابتهُ الغرب ثمَّ يَصرّونَ على أيَّ شيءٍ يقولونَ عنهُ هو الدستور للأدب وَوجب السير فيهِ ومخالفتهِ تعني النَبذ والتسقيط ومَن ساهَم في جعلنا نسمع عن أناس تافهين هُم النُقّاد الذين يكتبونَ مقابل النقود عن مؤلفات سخيفة ويُعلّونَ شأنها ، هذا هو الحال الذي وَجب أن نحترمهُ ونُسلِّم بإنه أحسَن حال منذُ تشكِّل الدولة العراقيّة وإلّا أصبحنا مَلعونينَ ومَنبوذينَ وحاقدينَ في نظر الحريصينَ على الأدب العراقي ومَن وضع هذا المنطق السخيف هو خسراط وأتباع خسراط كثُر من يظنونَ أن كلمتهُم مسموعةً لدى الجميع ولا يسمع كلامهم إلّا أشخاصٌ يفوقونهُم سذاجةً وغباء ثم يأتيَّ حيوان ناطق ويقول لك: " كافي يا عدوا النجاح - أو - أنتَ حاقد لأنك لا تستطيع فعلَ ما فعلوه " وكأنهُ يعطيك إشارةً أن تصمُت مهما رأيت مِن طيحان الحظ وكأن الأدَب مُلك والدهِ ليوَجهني كيّفما شاء ومن ثمَّ هُم ما الذي فعلوه؟ لنحمدَ الله لأنه ليس لدينا مؤلفات خالدة وإلّا تَصلّعَت رؤوسنا ولأنك أصغرهُم عمراً إذاً أنتَ في نظر المدرسة الخسراطيّة ضعيف وغير مُتّزن ولا تعرف ما تقول، أما هُم فلا يقلّونَ شيءً عن " ستندال - أو - بلزاك " لم أذكُر دستويفسكي لأن الخسراطيون يعرفونَ الأديب الكبير ، مُصلِّح سيارات يقع محلهُ عند النادي التركماني وإلى متى سيبقى صوت خسراط عالي هذا ما لا أحد يدريه ، ولكن أقول الصوت العالي يتشوَّش بصوتٍ أعلى ، وعندها ينتهي ويصمُت وهذا الصوت المنتظَر كيف يَصير عالياً ويَصمُّ الأسماع والذائقة تخنقها العبرة في غرفة سوداء سيخرج و وقتها تسقُط الأقنعةَ وتُبان العقول وما تحملهُ ، وَقتها خسراط وزمرتهِ ومَن شَدَّ على أيديَّهم يعودونَ لمواضعهُم الصحيحة وتكون جملة بلزاك تحت صورة نابليون " سأُحقق بالقلم ما لا يمكن تحقيقهُ بالسيف " وهيَّ عبارة كلُّ أديب حريص وَواعي .