بقلم:حسين كناني
" أعداء النجاح " فقط في الأدَب العراقي تُصنَّف هذهِ الجُملة على إنّها أغبى شيء نَطَقَهُ وكررهُ السُذَّج في القرن الحادي والعشرين بإستمرار ويجب أن يحصلَ على نوبل كل مَن قالها لإنَّ غباءهُ لا ترتيب يحتملهُ وأنا أُجزِم إن مَن جعَل الحمير تُرددها بكثرةً في الوسَط الأدَبي هو رجلاً يَعرفُ جيداً إنهُ يَطولَ كُل شيءٍ إلّا النجاح ، ومَن يُرددها هُم أناسٍ يخافونَ على نجاحهُم غير الموجود ومِن حقّ الجميع أن يُدافع عن إنجازاته ولكن لتتواجد أوّلاً ولهُ الحَق بعدها في كُل ما يفعل ليظل إنجازهُ كبيراً ،
لا يهُم ولكن ليعرفوا أنَّ كل نجاحٍ محلّي لا يعوَّل عليهِ وأرقام المبيعات لا تجعَل مِن المؤلف رقماً صعباً في الأدَب ، صحيحٌ نحنُ لَن نَطولَ الخلود في أعمالنا لإنّنا نفتقِد الصدق فكل الأعمال التي خُلِّدت كان مِن خلفها رجالاً صادقينَ ولكن لماذا يصّرونَ على الكسل والكتابة كيفما كان فقط لأجل أن تنفذ الفين وثلاثة ؟ ومِن ثمَّ يأتيَّ حمار العلوة ويقول: " أنتم أعداء النجاح " أين النجاح؟ الخوف أن يكونَ النجاح الذي يعرفونهُ هو ١٠٠ لايك في حسابتهُم و ٥٠٠ نسخة تُباعَ سريعاً ، النجاح هو أن تصِلَ رسالتك فإن كانت أعمالك تقليد من فلان كاتب تسرِق عبارةً وآخر مُفردةً ستتوَّغل بالإبتذال حتّى رأسك ، كيف سيتأثر فيما تكتبُ شخصٌ ما ؟ كيف تنشد النجاح وأنت لا تستطيع وَصف حادثةً أو شخصيّةً دونَ مساعدةً مِن قبل الذينَ وَصفوا ما تُريد وَصفهُ قبل ٥٠ أو ٦٠ عام وحتّى ١٠٠؟ لذلك إحرص وأنت تُردد العبارة الغبية " أعداء النجاح " وفكِّر على مهلٍ أيَّ نجاحٍ هذا الذي خَلَق لك أعداء لا يحبّونَ سماع أيّ شيءٍ منك بخصوص الكتابة؟، أصلاً إنّهم لا يُريدونَ رؤيتك وهذا ليسَ يدُل على خلافاً قديم أو غيرةً منك إنّما يدُل على إنّك ساذج وكلامك في خصوص الأدب يجلُب للمرء الغثيانَ ويدفعهُ للقيء ومرةً ثانية لا تجعَل من حسابتهُم الوهميّة على مواقع التواصل يوجهونَك وكُن لمرةً واحدة حُراً وإنسِج آراءك على مهلٍ وإدرس الأدَب جيداً كما تدرس تفاصيل فتاةً أعجبتك وبعدها إطلق الإتّهامات والأوصاف ولكن أنا أُفضِّل أن لا تقول أيَّ شيءٍ الأن ، تنظَّف جيداً وإخرج الشوائب وبعدها إصنع نفسك وكما الجميع يَرى نحنُ نَرى الأدَب العراقي في طريقهِ إلى إنعطافة كُبرى ستُقسِّم ظهرهُ، والسبب هو الشباب أصحاب الشأن هُم مَن سينهونَ وجود أدَب عراقي ، الكبار والنقّاد هؤلاء فقط أقاويل ، إمّا أصحاب الأفعال عبيد لا آراء لديهُم ولا وجهة نظر لذلك ماذا بعد؟ ، ها ... المُجاملة داء ، ومَن يُجامِل وهو يعلم بخطأ هذهِ المُجاملة يبحَث عن غاية والغاية معروفة والنساء اللاتي يُجاملنَّ يَدرنَّ بذلك ولكن يوّدنَّ النجاح الوَهمي، إذاً اللعنةَ على الأدب .