بقلم: رؤى الخزرجي
في خليج نيويورك يقف شامخا تمثال الحرية وهو رمز الحرية والديمقراطية لدى الولايات المتحدة الأمريكية شامخا وهو يحمل مشعل الحرية منتظرا لمن ستؤول إليه ادارة البلاد الى بر الامان وإعلاء كلمتها عالميا وهي الغاية الاساسية المرسومة منذ نشوء هذه البلاد , وبعد أن غابت شمس الديمقراطية لمدة أربعة أعوام حمراء باهية لدى الجمهوريين وسط عدم تقبل سياستهم لدى الشعب الأمريكي ها هو قد عاد إليهم المد الازرق ثانية ليعتلي سدة الحكم في البيت الأبيض ويلبي طموحاتهم ولينير المشعل من جديد ولتفرح سيد الحرية التي تحمله وهي تنظر بالأفق لتلك الأراضي الممتدة بعين الرضا والارتياح مشاركة تلك الأفراح مع الشعب الأمريكي المؤيد قلبا وقالبا للديمقراطية التي يرغبها ,
لكن السؤال المطروح هنا هو عن الالية التي تسير الحزب الديمقراطي وممثلية داخل البيت الأبيض والكونغرس الأمريكي وتداعياتها سياسيا سواء داخليا أو خارجيا ؟
والاجابة تكون وبما لايقبل الشك او الخطا ان السياسة الامريكية واحدة مهما اختلفت الايدولوجيات الحزبية وكذلك اختلاف الميول والرؤى السياسية لدى الحزبين الرئيسيين الديمقراطي أو الجمهوري فبرنامج عمل الحكومة الامريكية واحد وفقا لما هو معد له سلفاً وما وضع له بالتخطيط الاستراتيجي داخل الكونغرس الامريكي حتى ولو اختلف المنهج التطبيقي لسياسة معينة واجب العمل بها وفقا لذلك التخطيط شرط ان لاتحيد عن الهدف الأساسي مهما كلف الأمر وايضا الاخذ بنظر الاعتبار اعتبارات الأمن القومي الذي يعد الشغل الشاغل في الكونغرس وكيفية التعامل الدولي في السياسة العالمية على ضوءه منبثق من موازين سياسية تراعي سياسة الوفاق الدولي وفقا لتوجهات الحزب الديمقراطي الذي يضع تلك السياسة بالدرجة الاولى , والاهم من ذلك كله هو الاستمرار في السيطرة على الاقتصاد العالمي باعتبار أن الولايات المتحدة الامريكية هي موطن الكيانات الاقتصادية العالمية بوحدة واحدة لا تتجزأ مدعومة بعملة الدولار التي لا تتمتع بأي غطاء ماعدا معدن الذهب الذي ينبري لها في وقت الأزمات ويضعها في المقام الأول وبين هذا وذاك مالم يكن التخطيط الاستراتيجي مدعوما بالإعلام السياسي والية البروباغندا الإعلامية والتي تسيطر على الرأى العام وتوجهه حسبما ترغب مع كونها متحكمة بالعقل الجمعي الفردي مترابطة مع سياسة القطيع للوصول لغايتها فهي كالوجبة اليومية التي تعلن الخبر ليتفاعل معة الجميع وسرعان ماتقلب الصفحة لتعلن الاخر وهكذا ,
الديمقراطيون مرغوبين وبقوة من الداخل الامريكي والإيمان بالقيم الأخلاقية التي سار عليها الآباء المؤسسون وحتى التي تجاوز عليها الدهر مع عدم الرجوع لسياسة الجمهوريين التي حطمتها في السنين الأربع الماضية مما ادى لانطلاق شرارة الاحتجاجات الشعبية وعلى الرغم من عدم استمرارها لكنها كانت تعبر عن عدم رغبة الشعب باستمرار ذلك الوجه السياسي مهما كلف الأمر,حتى ولو كان في جائحة كورونا لم يتم تعريض البلاد خلالها لانتكاسة اقتصادية تسهم في إفلاس الخزينة فهم يفضلون الاعتبارات المنبثقة من القيم الاخلاقية في الدرجة الاساس لذلك هب الجميع لإعلاء راية الديمقراطيين ,
وماذا عن السياسة الخارجية ولو نعود لبداية الجائحة وماقاله الكبير ثعلب السياسة هنري كيسنجر (بأن العالم ما قبل كورونا ليس هو نفسه العالم ما بعد كورونا ) فهل سيستمر الديمقراطيين بما بدأه الجمهوريين واكمال سياسة الولاء لاسرائيل والمضي قدما بالتطبيع وكما تم توضيحه بأن السياسة هي واحدة أم أن لهم رأي آخر او محاولة بوجه ثاني للاستمرار به , وكذلك سياسة الوفاق الدولي مع القوى العظمى العالمية مثل روسيا والصين وعدم الدخول بمهاترات قد تؤجج الوضع الراهن وتشعل فتيل الحرب التي تدرج ضمن خانة القوة الناعمة المبتدع اصطلاحها من قبل السياسي المخضرم جوزيف ناي ’ واخيرا معاملة الإسلام الراديكالي بأي وجه وبأي صورة هل سيم طمس ملامحها واعلاء الاسلام الاخونجي ام تعزيز قوته في المنطقة ؟
الاجابة بكل تأكيد واضحة وضوح الشمس ومتروكة للأربع سنوات القادمة ومقدار المسؤولية الكبيرة التي يتمتع بها الديمقراطيين على أتم وجه .