بقلم: امنة العامري
في إحدى ليالي الشتاء
كنت جالسة وحيدة قرب المدفأة في البيت الذي مازال يشعرني بلدفئ رغم برودة وقساوة ليالي الشتاء...لم أستطع النوم في تلك الليلة..قررت أن استعيد الذكريات لعلها تؤنس وحدتي...
أول ذكرى خطرت لي حينها... اخي الصغير..تذكرت كيف كان يلعب في حديقة المنزل الصغيرة كل يوم رغم توبيخ أمي الشديد له وخوفها عليه من ليالي الشتاء..اما انا..
فكنت اراقبه أحياناً والعب معه في أحيان أخرى لكي اخفف عليه ألم فقدان والدنا....
كانت أمي تعد لنا طعام العشاء وعندما تنتهي تنادينا من نافذة المطبخ المطلة على الحديقة فنأتي مسرعين لتناول الطعام..
وأتذكر بأن مائدة الطعام لم تكن تحتوي على ألذ واشهى الأكلات لكنني كنت أشعر بأنه ألذ طعام اتناوله في حياتي!!لاادري لماذا؟..ربما لأنه كان يحتوي طيبة أمي وابتسامها الملئية بلحياة...
وفجأة. سمعت صوت بكاء أخي الصغير.. ووجدت نفسي مازلت جالسة قرب المدفأة فنهضت مسرعة الى غرفة آخي..
وعندما رآني توقف عن البكاء. جلست إلى جانبه وعاد الى النوم...نظرت إلى اخي وأخذت أفكر.. ياترى لماذا عندما رآني توقف عن البكاء وأبتسم لي.
أدركت بأنه عندما استيقظ ولم يجدني إلى جانبه كان خائفا من أن يكون قد فقدني كما فقد أمي....
سقطت دموعي وشعرت بلبرد وايقنت بأننا قد خسرنا دفئ الشتاء ودفئ حياتنا.. أمي