قال المتحدث باسم الحوثيين يحيى سريع، السبت، إن الجيش والوحدات المسلحة نفذوا عملية عسكرية كبرى داخل الأراضي السعودية في منطقة نجران، أسفرت عن وقوع الآلاف من عناصر قوات "العدو" في الأسر بينهم أعداد كبيرة من قادة وضباط وجنود الجيش السعودي خلال عملية اطلق عليها "نصر من الله".
وأوضح "سريع" أن العملية استمرت عدة أشهر، ومكنت من إسقاط "ثلاثةْ ألوية عسكرية من قوات العدو بكامل عتادها العسكري ومعظم أفرادها وقادتها"، مشيرا إلى أنه قتل وأصيب المئات منهم، وأسر الآلاف بينهم أعداد كبيرة من قادة وضباط وجنود الجيش السعودي.
وأضاف أن "مقاتليه تمكنوا أيضا غنم كميات كبيرة من الأسلحة تضم مئات الآليات والمدرعات".
تفاصيل
وبشأن تفاصيل العملية العسكرية؛ قالت الجماعة في بيان عسكري إنها "أكبر عملية استدراج عسكري لقوات العدو منذ بدء العدوان على بلدنا".
وأوضح البيان أنه بعد مرور 72 ساعة فقط من بدء العملية قامت قواتهم "بإطباق الحصار على العدوّ بشكل كامل".
وأضاف البيان أن "عدة وحدات متخصصة تابعة للجماعة شاركت في "العملية الكبرى" بمهام مختلفة وضمن نطاقات جغرافية أوسع في إطار دعم وإسناد العملية العسكرية وعلى رأس تلك الوحدات القوة الصاروخية وكذلك سلاح الجو المسير، إضافة إلى قوات الدفاع الجوي والقوات البرية بوحداتها المختلفة.
وتعهدت الجماعة بالعمل بعد "استسلام الآلاف من قوات العدو على تأمينهم من الغارات الانتقامية لطيران العدوان الحربي الذي استهدف الأسرى بعشرات الغارات".
ولم يرد المتحدث باسم التحالف السعودي الإماراتي والذي يحارب الحوثيين باليمن منذ أربع سنوات على ما ورد في بيان الحوثيين.
نفي حوثي
من ناحية أخرى، نفى مسؤولون حوثيون صحة أنباء عن وقف إطلاق نار جزئي من طرف السعودية، وشددوا على ضرورة وقف شامل "للعدوان"، متهمين السعودية بعدم الجدية.
وقال عضو المجلس السياسي الأعلى في جماعة الحوثي محمد علي الحوثي، إنه لا صحة لأي تسريبات بشأن وقف إطلاق نار جزئي من طرف السعودية.
وأكد محمد علي أن التسريبات التي تناولتها بعض الصحف الأميركية عن اتفاق مع السعودية لوقف القصف على أربع مناطق، لا تقف خلفها جهة رسمية.
وأشار إلى أن مبادرة مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين، تنص على الوقف الكامل لما وصفه بالعدوان، مع رفع الحصار عن اليمن.
من جهته، قال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي حزام الأسد -في مقابلة مع وسائل اعلام عربية، إن السعودية لا تتحلى بأي جدية، ولا سيما خلال الفترة الراهنة.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية قد ذكرت أن السعودية وافقت على وقف جزئي لإطلاق النار في اليمن. ونقلت عن مصادر قولها إن هذا الإجراء يأتي ردا على إعلان الحوثيين قبل أيام وقفَ هجماتهم على السعودية.
وأضافت الصحيفة أنه رغم أن الحوثيين أطلقوا صاروخين على السعودية خلال الأسبوع الجاري، فإن القادة السعوديين رأوا أن الهجوم ليس بالخطورة التي تقوض الجهود الجديدة لوقف إطلاق النار.
وأشارت إلى أن الرياض وافقت على وقفٍ محدود لإطلاق النار في أربع مناطق، منها العاصمة صنعاء. ورجحت أن يسعى السعوديون إلى توسيع الهدنة إذا نجح هذا الأمر، لتشمل أجزاء أخرى من اليمن
وكان وزير الخارجية في حكومة صنعاء هشام شرف، قال إنه إذا لم تقبل السعودية، بمبادرة رئيس المجلس السياسي الأعلى، فإن خطتهم للرد ستكون جاهزة.
وأكد فيه أن مبادرة رئيس المجلس السياسي الأعلى لـ"أنصار الله" مهدي المشاط، تأتي من منطلق حب السلام وحقن الدماء.
وأوضح شرف "إذا لم يقبل العدوان بمبادرة رئيس المجلس السياسي الأعلى فلدينا خطتنا وبرامجنا الجاهزة للرد".
وأعلن المشاط في 20 أيلول الجاري وقف استهداف الأراضي السعودية بالطائرات المسيرة، والصواريخ البالستية والمجنحة، وأن حكومة صنعاء تنتظر من التحالف السعودي الاستجابة لهذه المبادرة ووقف كل أشكال الاستهداف الجوي للأراضي اليمني".
وتابع "نمد غصن الزيتون، في وقت السلم، وفي حالة الحرب سنوجعهم بشكلٍ لم يتصوروه أبدا"، مضيفا: "نتوقع من الأشقاء في السعودية التواصل مع من يحميهم أو من يوهمهم بالحماية ومناقشة جوانب الموضوع".
وأشار وزير الخارجية في حكومة صنعاء إلى أن وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير موجود في أميركا، مضيفا "هناك تواصل أميركي سعودي إماراتي، ويتم دراسة مبادرتنا في هذا الإطار".