بقلم: مينا راضي
مقدمة
ليسَ هناكَ شكٌ في أن السبيلَ الأسهلَ و الأسرعَ للتواصلِ بينَ البشَرِ من شتى بِقاعِ الأرضِ هي مواقعُ التواصلِ لاجتماعي، أو ما يُسمى بالسوشيال ميديا، اذ أن عالمنا باتَ متجمهرًا و محتشدًا في أزقةٍ صغيرةٍ تُدعى الفيسبوك و الانستغرام و التويتر و غيرها الكثير. ان كل هذهِ المواقعِ لها فوائدُ عديدةٌ كتوطيدِ العلاقاتِ و تزويدِ المرءِ بأنباءٍ من حولِ العالم كما تساهمُ في تثقيفِ الفردِ و زيادةِ مخزونِ معلوماته. رغمَ كل هذهِ الايجابيات، لابد أن يُدركَ مًستخدمُ هذهِ المواقعِ بأنها كأي سلاحٍ ذو حدين، ان أفرطَ في استخدامها فسَتنتِجُ عن ذلكَ الافراطِ عواقبٌ وخيمةً تعودُ على المُستخدم. أظهرَت الدراساتُ أن الانسانَ المُعاصرَ لهذا التطورِ التكنلوجي يقضي ما يُقاربُ ست ساعاتٍ في اليومِ في تصفحِ المواقعِ، مما يعني أنهُ يُهدرُ خمسةَ عشرَ سنةٍ من حياتهِ في ارتيادِ المواقعِ و متابعةِ أخبارِ البشر. ان هذا العددَ الكبيرَ من الساعاتِ الذي أثبتتهُ الاحصائيات يفوقُ معدلَ الساعاتِ الطبيعي للانسانِ السوي، فعلى حسبِ قولِ علماءِ لنفس، عدد الساعاتِ الطبيعي لاستخدامِ مواقعِ التواصلِ الاجتماعي لا يزيدُ عن ساعةٍ واحدةٍ في اليوم خارجَ اطارِ ساعاتِ العمل و الدراسة. ندركُ من هذهِ الاحصائياتِ أن مُعظمَ الناسِ يفرِطونَ في استخدامِ هذهِ المواقع، و الجديرُ بالذكرِ أن شريحةُ كبيرةً من اولئكَ المُرتادينَ للعالمِ الافتراضي ليسوا على درايةٍ باستخدامهم المُفرِط، و ذلكَ لأن كل الشرِكاتِ القائمةِ على تصميمِ تلكَ المواقعِ يبذلونَ مجهودًا خرافيًا لجعلِ المواقعِ جذابةٍ لحواسِ المستَخدمِ و مًهيمنةً على جوارحهِ بأكملِها. مصمموا الفيسبوك و الواتساب و غيرها حريصونَ أن يحبسوا المُستَخدِم في العالمِ الافتراضي لأطولِ وقتٍ ممكن، يَكمنَ مَسعاهًم الدائمُ في ابقاءِ قناطيرٍ منَ البَشَر نشطينَ على المواقع، مما يؤدي الى أن شريحةً ضخمةً منَ العالمِ اليوم أصبحَت تَعاني ادمانَ مواقعِ التوصلِ الاجتماعي. قد تكونُ أنتَ أيها القارئُ ضحيةُ لهيمنةِ تلكَ المواقع، لا تدرِكُ مرورَ الوقت، تجوبُ الصفحاتِ واحدةً تلوَ الأخرى، كل صفحةٍ على الشاشةِ تسحبُكَ صوبَ صفحةٍ أخرى، و ما أسهلَ التنقلَ عبرَ الصفَحتِ بكبسةِ زر. رويدًا رويدًا يصبحُ النقرُ على الهاتفِ جزئًا من العقلِ اللاواعي، جزئًا من الأفعالِ المغروسةِ في الفطرةِ و الخارجةِ عن الارادة. ينشأً ذلكَ الهوَسَ بمراقبةِ الصفحات و احصاءِ عدد الاعجابات و قرائةِ التعليقات، بينَ الدقيقةِ و الأخرى قد تعرونكَ الرغبةً المحمومةُ في رؤيةِ ما الجديد. ان كانَ هذا حالكَ و ان انطبَقَت هذهِ الصفاتُ المذكورةُ عليكَ فلا بد من التنبهِ أنكَ بلَغتَ مرحلةَ الادمانِ على هذهِ المواقع، قد تتبوءُ السوشيال ميديا حيزًا من حياةِ الانسانِ المُعاصرِ بطبيعةِ الحال، لكن عندما يتوسعُ هذا الحيزُ و يُصبحً الشغلَ الشاغلَ للمرء طوالَ الوقت فهنا يتوجبُ عليهِ التوقفُ و ادراكُ وجودِ مشكلةٍ تَسلبُ الانسانَ اتزانه. لتجنبِ العواقبِ السلبيةِ التي يدرها ادمانُ الشاشةِ، يجبُ عليكَ تطبيقُ بضعةِ خطواتٍ ستضمنُ شفائكَ من هذا الادمان و استردادكَ لحياتكَ المتزنة
اكتشِف ادمانَك
حين يهم الانسانُ بحل أي مشكلةٍ تعترضهُ في حياته، لابد من اكتشافها و تحديدها أولًا، بمعنى أنه يتوجبُ عليكَ أن تُشيرَ بسبباتكَ على مشكلتك قبلَ أن تبدأ بالبحثِ عن الحلول لأن اكتشافَ المشكلةِ هو نصفُ الحل. اذًا، يجدرُ بكَ أن تحددَ الى أي فئةٍ من المستخدمينَ تنتمي. هل أنتَ مُستخدمٌ سويٌ ترتادُ الصفحاتِ لساعةٍ يوميًا و تُمضي باقي يومكَ في نشاطاتٍ أخرى؟ أم أنكَ تنحدرُ تحتَ مسمى المُدمنِ الذي يستقصدهُ هذا المقال و يسعى لحل مُعضلته؟ ان كنتَ تعلمُ أنكَ الخيارُ الثاني فلابد أن تُقر و تعترفَ في نفسكَ أنكَ مَدمن و أن تواجهَ الحقيقةَ بدلَ الهربِ منها أو انكارُها. ربما يكونَ السؤالَ الجائلُ في خاطركَ الآن هو: " و كيفَ أكتشفَ أنني مَدمن على مواقعِ التواصل؟ " في يومنا هذا، هناكَ سبلٌ عديدةٌ لمراقبةِ نشاطكَ عبر السوشيال ميديا و لاحصاءِ عددِ الساعاتِ التي تمضيها يوميُا و أنتَ غارقٌ في التصفح، احدى أكثرِ الطرقِ رواجًا هي تحميلُ بعضِ التطبيقاتِ المتخصصةِ في عد الدقائقِ و الساعاتِ التي يقضيها صاحبُ الهاتف على كل تطبيقٍ من تطبيقاتِ التواصل. في ختامِ اليومِ يخبركَ التطبيقُ بدقةٍ كم من الوقتِ أفنيتَ على تلكَ المواقع. كخطوةٍ أولى، ابدأ بتحميلٍ احدى هذهِ التطبيقاتِ لتعرفَ كم ساعةٌ يشغلكَ الجِهاز، و هل عددُ هذهِ الساعاتِ يندرِجُ تحتَ المُعدلِ الطبيعي أم يفوقه. ان كانَ اجمالي عدد الساعاتِ ساعتينِ أو أقل، فأنتَ في أمان و يمكنكَ أن توقفَ قراءةَ المقال. أما اذا كان التطبيقُ يخبرُكَ أنكَ تستخدمُ السوشيال ميديا لأكثرَ من ساعتينِ بغرَضِ التسليةِ و قضاءِ الوقت فاعلم أيها القارئُ أنكَ مدمنٌ على التصفح و عليك أيجادُ الحلولِ سريعًا.
ابتعِد عن الهاتفَ فورَ استيقاظكَ و قبلَ نومك
ان كنتَ بلَغتَ هذهِ الفقَرةَ من المقال فهذا يعني أنكَ متفقٌ معي بأنكَ تعاني من ادمانِ مواقعِ التواصل، و أنكَ تسعى الى التعافي من هذا الادمانِ بأسرعِ وقتٍ ممكن. الخطوةُ الثانية من حل مشكلتكَ و مشكلةِ الكثيرينَ في هذا العصر هي التحكم في أوقات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي. هذهِ الخطوة تتضمنُ ابعادَ تلكَ المَلهياتِ عنك عندَ استيقاظكَ من النوم و خلودكَ اليه، اذ يجبً عليكَ أن تقضي صباحكَ و مساءكَ بعيدًا عن مواقعِ التواصل كي تتحاشى آثارها السلبية التي قد تتسببُ لكَ بيومٍ غيرِ انتاجي مفعمٍ بالكلل. أولًا، حاول ابعادَ الهاتفِ المحمولِ عن سريركَ حتى لا تتناولهُ و تهدرَ ساعاتِ الصباح المُشرقةَ في تصفحهِ و انتَ مستلقي، الوقتُ سيمر و ستكتشفُ بعدَ غضونِ ساعتٍ من انغماسكَ في الشاشة أنكَ أضعتَ شطرًا كبيرًا من يومكَ دونَ النهوض أو عملِ شيءٍ يعودُ لك بفائدة، بمعنى أنكَ لم تغتنم أهم جزءٍ من يومك و هو صباحك. تعلم أن صباحك ملكٌ لك فقط، و كما تقول المقولةُ الانجليزيةُ الشهيرة: " من ملكَ صباحهُ ملكَ يومه. " فاحرص أن تكونَ أولُ ساعاتِ اليومِ بعيدةً كل البعدِ عن أخبارِ الناس و العالم. انشغِل بكَ فقط و بما ستفعلهُ خلالَ يومك، يمكنُ أن تشربَ القهوةَ و تقضي بعضَ الوقتِ في التأمل أو أن تمارسَ بعضَ التمارينِ الرياضية، أيًا كانَ ما ستفعلهُ في صباحك، احرص أن تغتنمَ هذا الوقتَ الثمين لنفسكَ فقط و ابتعد عن الشاشة. الوقتُ الثاني الذي يجبُ عليكَ توديعُ الهاتفِ خلالهُ هو قبلَ خلودكَ الى النوم، اذ أن الدراسات أثبتت بأن قضاءَ الساعاتِ الأخيرةِ من المساءِ على مواقعِ التواصل يؤدي بنسبةٍ كبيرةٍ الى الأرقِ و ملاقاةِ صعوبةٍ في النومٍ العميقٍ و الاسترخاء، و ذلكَ لأن العقلَ الباطنَ سيضل محتفظًا بما شاهدتهُ من أخبارٍ قبلَ نومك، و ستضلُ تلكَ الملفاتُ العقليةُ مفتوحةُ طوالَ فترةِ النوم، مما يؤدي الى عدمِ قدرتكَ على الدخولِ في مرحلةِ النومِ العميق. و هذا يشكلُ خطرًا كبيرًا على قدراتكَ الجسديةِ و النفسيةِ و الذهنية، فالنومُ العميقُ يعد من أساسياتِ تجديدِ النشاط و الحيوية. لذلك، حاول أن تستغل صباحكَ و مساءكَ بأمورٍ تضفي الجمالَ على يومك، و تجنب مواقعَ التواصلِ في تلكَ الأوقاتِ بالتحديد.
خبئ التطبيقات و أطفئ الاشعارات
لابد أنهُ قد مر على مسماعيكَ القولُ الشائع: " بعيدٌ عن العين، بعيدٌ عن القلب "، و هذهِ مقولةٌ صحيحةٌ و دقيقةٌ علميًا، اذ أن اي شخصٍ أو شيءٍ يَبعدُ عن الأنظار تتلاشى ذكراهُ تدريجيًا في كلا العقلين الواعي و للاواعي، كذلكَ هو الحال مع مواقعِ التواصلِ الاجتماعي. معَ التعودِ على تصفحِ تلكَ التطبيقاتِ يوميًا باتَ الضغطُ على زر الانستجرام أو الفيسبوك عادةً مغروسةً في العقلِ الباطن. تكونُ جالسًا في فراغٍ أو قد تكونُ تُحادثٌ شخصًا أمامك فتجدُ نفسكَ تلقائيًا تتناولُ الهاتفَ و تضغطَ على احدى التطبيقات، و كأن أناملكَ خرجَت عن طوعِك! و السببُ وراءَ ذلكَ يكمنُ في سهولةِ الوصولِ الى تلكَ التطبيقات، اذ أنها في معظمِ الأحيان تتبوءُ القائمةَ الرئيسيةَ في الهاتف، تجدها أمامكَ فورَ ما تفتحُ رمزَ الهاتف و يفتحُ في وجهكَ ذاكَ العلمُ الممتعُ بضغطةِ زر. ما يجبُ عليكَ أن تفعلهُ اذا كنتَ تود التعافي من ادمانِ تلكَ المواقعِ هو أن تُبعدَ جميعَ تطبيقاتِ التواصلِ عن ناظريك. أبعدها عن القائمةِ الرئيسية و حاول تجميعَ جميعِ تطبيقاتِ التواصل في ملفٍ واحد، هكذا يكتشفُ عقلكَ الباطن أن تلكَ التطبيقاتِ المُلهية أصبحَت تتطلبُ خطواتٍ أكثرَ للوصولِ اليها، تستدعي منكَ أن تبذلَ مجهودًا لتصلَ الى آخرِ قائمةٍ في هاتفكَ و تفتحَ ذلكَ لملف. ذلكَ الجهدُ الاضافي سيخلقُ حاجزًا بينَ عقلكَ الباطنِ و بينَ الوصولِ لتلكَ المواقع، مما يؤدي الى تقليلِ عددِ المراتِ التي تزورُ فيها المواقعَ تدريجيًا. الخطوةُ التي تليها هي اطفاءُ كل تلكَ الاشعاراتِ التي تصلكَ من مواقعِ التواصل، و ذلكَ لأن تلكَ الرنةَ المُنبهةَ بوصولِ اشعارٍ كأعجابٍ أو تعليق توقظُ فضولَ المرء، يرى الاشعارَ فيعتريهِ الحماسُ ليعرفَ ماذا علقَ فلان أو ماذا نشرت فلانة، و هكذا فأنهُ يضغطُ على ذلكَ الاشعارِ الذي سيقودهُ بطبيعةِ الحالِ الى تطبيقاتِ التواصل التي سيغرقُ فيها لساعات. اذا كنتَ تريدُ أن تنقذَ نفسكَ من بحرِ المنشوراتِ و المواقعِ فما عليكَ سوى الغاءِ كل الاشعاراتِ التي تصلكَ من مواقعِ التواصلِ الاجتماعي، بهذهِ الخطوةِ الفعالةِ لن تتلقى أي اشعارٍ يشعلُ في نفسكَ شعورَ الفضول، و لن تعتريكَ الرغبةُ في ارتيادِ المواقعِ بينَ الدقيقةِ و الأخرى.
أوجد بديلًا
دعني أخبركَ أن عدوَ الانسانِ اللدود هوَ الفراغ، ما من أحدٍ يهوى الجلوسَ دونَ عملِ شيء أو دونَ أن يشغلَ نفسهُ بأمر، ربما يكونُ الانشغالُ أمرًا جيدًا و يأتي بالمنفعة، لكن المشكلةَ تتبلورُ حينَ يشغلُ المرءُ نفسهُ بأمورٍ لا تنفعه، و شيئًا فشيئًا تصبحُ تلكَ الأمورُ المضرةُ جزئًا لا يتجزأُ من روتينهِ اليومي. قد لا يجدُ الانسانُ ما يفعلهُ فيلجأُ الى التدخينِ أو الاكلِ بشراهةٍ أو مشاهدةِ التلفازِ بكثرة، و كل ذلكَ في سبيلِ أن يتحاشى الملل، و من أبرزِ الأشياءِ التي قد يلجأ اليها المرءُ اليوم هربًا من الفراغِ هيَ مواقعُ التواصل، فهي وسيلةُ للترفيهِ و التسلية التي دائمًا ما يجد فيها جديد، ينجذبُ الانسانُ الى مواقعِ التواصلِ علهُ يُضفي على أيامهِ المتشابهةِ الرتيبة شيئًا من الاثارة. يومًا بعدَ يوم يجدُ في تلكَ المواقعِ ونسهُ و راحته و يعتادُ عليها رويدًا رويدًا حتى يدمنها. لذلكَ فأن الخطوةَ الأخيرةَ للتخلصِ من ادمانِ السوشيال ميديا هي أن تخلقَ لها بديلًا، بمعنى أن تتجهَ لعملٍ أو هوايةٍ تستمتعُ بها و تشغلُ بها وقتَ فراغكَ بدلًا من هدرِ ذلكَ الوقتِ في تصفحِ المواقع. حاول أن تهجرَ العالمَ الافتراضي لبضعِ سويعاتٍ يوميًا و تنغمسَ في العالمِ الواقعي، و ذلكَ يكونً عن طريقِ قضاءِ الوقتِ في نشاطاتٍ ممتعةٍ و مفيدةٍ بعيدًا عن شاشةِ الهاتف. مثلًا، يمكنكَ أن تقرأَ بعضَ الكتبِ التي تستهويكَ أو أن تطبخَ أو أن ترسم، هنالكَ الفُ وسيلةٍ لقضاءِ الوقتِ و امتاعِ ذاتكَ المَتعطشةِ لملئ الفراغ. ما عليكَ فعلهُ فقط هوَ البحثُ عن هوايةٍ تجذبكَ و تًسعدك، حاول أن تكتشف شغفَكَ و متعتك! عندما تكتشفُ هوايتكَ الأمثلَ ستجدَ نفسكَ و كيانكَ و عقلكَ ينغمسُ شيئًا فشيئًا بتلكَ الهواية، و سيتولدُ في ذهنكَ الابداعُ اللامتناهي.
خاتمة
هذا المقالُ لا ينفي وجوبَ استخدامِ مواقعِ التواصلِ الاجتماعي و أهميتها البالغةَ في الحياة اليومية، بل انهُ يحث على تقنينِ استخدام المواقعِ و حصرِ ذلكَ الاستخدامِ من أجلِ الضرورياتِ فقط، كل يومٍ فيهِ أربعٌ وعشرونَ ساعةُ ذهبيةُ لا تعوض و يجبُ استهلاكها بأعمالٍ تطورُ جميعَ جوانبِ حياتك، أي أنهُ لا يجبُ على مواقعِ التواصلِ أن تستحوذَ على أغلبيةِ يومك فهذا بعيدٌ كل البعدِ عن مفهومِ الاتزان. منذُ هذه اللحظة، احرص أن تمسكَ زمامَ الأمورِ و اتخذ قرارًا بأن تطبقَ الخطواتِ المذكورةَ في سبيلِ أن تنعمَ بحياةٍ متزنةٍ حافلةٍ بالانجازات.