كاتبة المقال; ولاء غالب
جميع المثقفين ذو تحصيل دراسي ،وجميعهم ذو شهادات علمية عالية، ولهم مكانة مرموقة في المجتمع،هذا ما يعتقده مجتمعنا الآن .
تخدعهم المظاهر ويغفلون عن الدواخل،فهناك من هو مثقف ذو شهادات وهناك من هو مثقف بدروس الحياة لا التعليم ذو أتزان عقلي ومنطقي، وهناك من هو متعلم وصاحب شهادات كبيرة لا يملك من الثقافة شي .
فالثقافة ليست فقط بالتعليم،أنما بالعقل الواعي الذي يواكب الحدث ويتصرف بعقلانية وحكمة .
غالبآ ما يعتقد الناس أن المثقف ذلك الذي يفيق في الصباح على رائحة القهوة، وصوت فيروز، يملئ المكان ويعتقدون آن الذي ينال الشهادات العلمية والجوائز القيمة هو مثقف، لا يا أعزائي.. أن المثقف في أتزان عقله فحتى لو أستيقظ على فطور بسيط وصوت أمه وذهب في غصون الصباح الى عمله اليومي الذي يجلب من المال القليل فعقول البشر وأن كانت منيرة فهم جهلاء بما عند الله .
لا نخفي بأن التعليم مهم لتثقف به ذاتك، ولتصبح ذات علم بما يؤتي أكثر لاكن هناك بعض الفئات من هم ذات تعليم وخبرة لاكن وأن اصطادوا بموقف معين تبين ثقافته، وأخزى جاهلا بما عنده من علم حتى أصبح ذلك الذي لا يملك الشهادات أفقه منه فلقد تعلم من الحياة دروس لا توثق له شهادات وأنما تعلمه فقط .
نحن نعيش في مجتمع يطلق على ذا الشهادة، بالمثقف والذي لا ينال نصيبه من شهادات غير متعلم وجاهل والمظاهر أولى من الدواخل، للآسف هكذا نعيش وما يزيد الآلم حسرة بأن هذا الاعتقاد المريب مسيطر على الفكر أكثر مما هو مسيطر على الفعل، فعلى سبيل المثال،رجل صاحب خبرة معرفية وشهادات وتحصيل علمي كبير ،نجد عقله محصور بالعادات والتقاليد،ومتحيز ضد الآفكار التطورية،لا يقبل شي، يتخلل ما عاشه في زمانه ويبقى ساكن عصره. هذا جانب توضيحي لبعض الافكار التي نعيشها في بعض المجتمعات العربية بدون تعميم ،فالثقافة التي أتكلم بها ثقافة الفكر،وليست الثقافة العلمية لآصحح مفهوم خاطئ ظلم كثير من البشر ،لربما لا يوجد لديهم حظ وفير بأن يكونوا أكثر تعليم من غيرهم ،خاصة ونحن نعيش الآن في عصر ظلم المعيشة التي هي أبسط حق من حقوق البشر ،ما بوسعي ألا أن أكتب مقولة محمد الماغوط يتسائل:ما ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍً ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﻫﺬا ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ,ﻭﻟﺴﺖ ﻗﺎﺩﺭﺍً ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ!
فقط أستيقظوا،أفيقوا يكفي الى هذا الحد من الجهل فأنتم أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) ،أمة قد خلت من قبلكم الأمم .